تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسرار عدوان تموز في تقرير فرنسي رسمي

شؤون سياسية
الأحد 22/4/2007
د. ابراهيم زعير

-قام الباحث والصحفي الأميركي الشهير بريان هارينغ المتخصص في الشؤون الأمنية بترجمة ملخص لتقرير فرنسي رسمي حول الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز الماضي, ونشر في مركز (آكسيس أوف لوغيز) في ماساشوستس بالولايات المتحدة الأميركية, ويتحدث التقرير الفرنسي عن أسباب الحرب الإسرائيلية على لبنان المباشرة وغير المباشرة,

ويقع التقرير في نحو 300 صفحة ويتضمن صوراً وخرائط ومخططات بيانية ونظراً لأهمية هذا التقرير نعرض أهم ما جاء فيه من معلومات تدحض بشكل لا يرقى إليه الشك, آراء أولئك الذين حاولوا عبثاً تحميل المقاومة الوطنية اللبنانية مسؤولية تلك الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان والتي كان مخططاً لها منذ زمن بعيد, وقبل أسر الجنديين الإسرائيليين من قبل حزب الله, ويأتي هذا التقرير ليؤكد من جديد ما كانت العديد من المصادر الإسرائيلية نفسها قد تحدثت عنه حول تحضيرات إسرائيل لارتكاب هذا العدوان الغادر الذي كان هدفه القضاء على المقاومة الوطنية اللبنانية الباسلة التي لن ينسى العدو الإسرائيلي الصهيوني الدرس الذي تلقاه على يدها عام ,2000 وأرغمه على الانسحاب من معظم أراضي الجنوب اللبناني المحتل.‏

وحسب ترجمة الباحث هارينغ للتقرير الفرنسي الأصلي فإن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (موساد) هو الذي قام باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري, ويشير التقرير موضحاً أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان لم تكن رد فعل مباشر على إقدام حزب الله على أسر جنديين إسرائيليين في 12 تموز الماضي, بل كانت وليدة خطة إسرائيلية مدبرة وتفاهم أميركي- إسرائيلي مسبق أي قبل أسر الجنديين الإسرائيليين, ويقدم التقرير الفرنسي ملخصاً لوقائع الحرب اليومية مشيراً إلى أن خسائر إسرائيل الحقيقية هي أقرب إلى الخيال إذا ما قورنت بما صرحت به الحكومة الإسرائيلية رسمياً, ويؤكد في هذا السياق واستناداً إلى مصادر إسرائيلية رسمية, أن خسائر إسرائيل من العسكريين بلغت 2300 قتيل وليس 119 فقط منهم 600 توفوا في المشافي نتيجة إصاباتهم البليغة أما عدد الجرحى العسكريين ذوي الجروح البليغة الذين بقوا على قيد الحياة فقد بلغ 700 جريح وهناك 65 منهم قتلوا بطريقة مرعبة تحت الانقاض من خلال تدمير البيوت اللبنانية التي لجؤوا إليها على رؤوسهم بالصواريخ المضادة للدبابات,‏

وجاء في التقرير إن عدد الدبابات وناقلات الجنود الإسرائىلية التي دمرت تدميراً كاملاً في الحرب بلغ 65 دبابة وناقلة جنود منها 38 من طراز ميركافا دمرت بالصواريخ المضادة للدروع, في حين دمرت 15 دبابة بالعبوات الناسفة المزروعة في الأرض, أما عدد الدبابات وناقلات الجنود التي كانت إصاباتها بالغة جداً فبلغ 93 دبابة وناقلة جنود.‏

ويشير التقرير إلى أن مقاتلي حزب الله استطاعوا قتل 18 جندياً إسرائيلياً دفعة واحدة في بنت جبيل بتاريخ 27 تموز, وفي نفس اليوم 27 تموز ومن خلال كمين نصبه مقاتلو حزب الله قتل 41 جندياً إسرائيلياً في بنت جبيل إضافة إلى تدمير 12 مدرعة وثلاث ناقلات جنود و8 أصيبت بشكل بالغ, وفي 9 آب تمكن مقاتلو حزب الله من قتل 23 جندياً من خلال تدمير المنزل الذي لجأ إليه الجنود الإسرائيليون, وفي 12 آب تمكنوا من قتل 24 جندياًخلال اشتباك واحد فضلاً عن خمسة آخرين في طائرة الهيليوكبتر التي أسقطتها صواريخ حزب الله في اليوم نفسه, وما يتعلق بالمدمرة الإسرائيلية البحرية (ساعرة) التي أصابتها صواريخ حزب الله بتاريخ 14 تموز قبالة الشواطئ اللبنانية فقد ذكر التقرير أن عدد الضباط والجنود الإسرائيليين الذين قتلوا فيها بلغ 24 ضابطاً وجندياً وليس أربعة فقط كما ذكر في حينه.‏

وكشف التقرير عن عدد الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي مؤكداً أنها بلغت 12 ألف غارة جوية واستخدمت القوات البحرية الإسرائيلية 2500 قذيفة وصاروخ في حين استخدمت القوات البرية مئة ألف قذيفة,وأشار التقرير إلى أن خسائر لبنان كانت في أغلبيتها الساحقة ذات طبيعة مدنية, حيث بلغت نسبة الأطفال الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي, ممن هم دون سن ال 13 عاماً ما نسبته 30 بالمئة من مجموع الضحايا, ودمرت إسرائيل نحو 600 كيلومتر من الطرق و 73 جسراً و 31 هدفاً مدنياً مثل مطار بيروت و الموانئ ووحدات معالجة المياه العامة (الصرف الصحي) و 25 محطة وقود و 900 محل تجاري و 350 مدرسة ومشفيين و 15 ألف منزل في حين تضرر 130 ألف منزل بنسب مختلفة.‏

وهناك الكثير من المعلومات التفصيلية التي لا يمكن إدراجها كلها في مقالة واحدة وعموماً يشكل هذا التقرير إضافة إلى ما نشهده من تداعيات سلبية على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية جراء نتائج عدوانها على لبنان التي كانت كارثية لإسرائيل بكل المقاييس.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية