تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فرصة لتجنب إخفاق السوق

خارج السرب
الأحد 22/4/2007
عبد القادر حصرية

منعت وزارة الاقتصاد والتجارة نشر إعلانات شركات الاسكان الخاصة قبل اكتمال التراخيص وقد طلبت وزارة الاقتصاد والتجارة من وزارة الاعلام توجيه جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة, العامة والخاصة بعدم نشر أي إعلان مهما كان نوعه لنشاط بناء المساكن وبيعها من قبل القطاع الخاص إلا بعد الحصول على موافقة وزارة الاسكان والتعمير وبعد حصول هذه الشركات على التراخيص اللازمة لبناء المساكن بشكل أصولي ووفق القوانين والأنظمة النافذة لدى الجهات المعنية, وقد شكلت لجنة وزارية لوضع الضوابط لعمل الشركات .

هذا التطور وإن أتى متأخرا فإنه ايجابي ويشير الى تنبه وزارة الاقتصاد والتجارة الى خطر ظاهرة قديمة جديدة فهي قديمة إذا شبهناها بظاهرة جامعي الأموال وجديدة في ثوبها الذي يعتمد على دغدغة حلم الكثيرين في الحصول على المسكن أو توظيف مدخراتهم عبر الاستثمار في العقارات أو في المضاربة في العقارات, وعندما تتحول هذه الأمور الى ظاهرة فإن المسيئين كثر والضحايا هم في الاغلب من الناس الذين لا يدركون مخاطر الاستثمار أو التصرف الذي يقدمون عليه, لكن يجب التأكيد أولا أن بعض هذه الشركات قد تكون فعلا جدية وملتزمة, وبالتالي لا يمكن التعميم مشرعنا تنبه الى هذا الأمر في السبعينيات عندما أصدر قانون السجل المؤقت والذي يتيح لأصحاب المشاريع العمرانية بيع الشقق والمقاسم العقارية بعد انتهاء مرحلة الحصول على المخططات المصدقة حيث يمكن أن ينقل البائع للمشتري الملكية لدى دائرة السجل المؤقت قبل انتهاء البناء.‏

الواقع أن التعامل مع هذه الظاهرة يجب أن يتم بالشكل الفني المناسب وبما يحمي مصالح الأطراف المختلفة ويخلق توازنا حقوقيا وماليا واقتصاديا بين الأطراف المختلفة, فمن الناحية الحقوقية يجب أن يتيح التنظيم الحفاظ على حقوق الأطراف المختلفة ومن الناحية المالية يجب أن يتيح التشريع التوازن بين الأطراف المختلفة, فتسديد المبالغ يجب أن يتناسب مع مراحل الانجاز للمسكن, فالمال مع الزمن له قيمة, في بعض الدول الأخرى ساعد القطاع المصرفي في حل هذه المشكلة عبر ما يعرف بالحساب المقيد escrow account والذي يتيح لطرف ثالث وهو المصرف الدخول في علاقة بين طرفين وحيث يضع الطرف الأول مبلغا من المال في هذا الحساب لصالح المستفيد وهو البائع ومن ثم يقوم المشتري بتحويل الدفعات الى الحساب ويقوم المصرف بتحرير المبالغ للمستفيد بما يتناسب مع مراحل الانجاز,كذلك يمكن للقطاع المصرفي أن يقدم التسهيلات المصرفية للشركات . وربما سيكون لهيئة الاشراف على التمويل العقاري التي اقترح إنشاءها مشروع قانون التمويل العقاري دور مهم في توفير الحل لهذه العملية. تنظيم هذه العملية ليس بالأمر السهل فهو يتطلب دورا للدولة لحل هذه المشكلة بالطريقة المناسبة تلافيا لاخفاق السوق في تنظيم نفسه ولمشكلات مستقبلية وريما يتيح العمل للشركات الجدية ويبعد عن السوق خطر المتلاعبين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية