|
عيادة المجتمع أو لأن الشباب يفضلون الزواج بمن هن أقل منهم في مستوى التعليمي فقد قالت (س.م) مدرسة مساعدة في قسم التربية: ضاع عمري بين الكتب والأبحاث وكأنني تزوجت العلم ولا أعرف لماذا لم أقابل شريك حياتي. في حين يرى بعض الشباب أن المشكلات تعود لطموحات المرأة العصرية التي تتضاعف وليس بمقدور الشباب ضمن الظروف الحالية تأمينها- كما يشكون من أن فتاة اليوم متعجرفة متمردة وجافة حتى في رومنسيتها وغير مهتمة بالأمور المنزلية. فها هو وليد ابراهيم خرج من تجربة مؤلمة بعد فشل خطوبته التي استمرت شهرين فقط.. لأن جميع لقاءاتهم كانت أشبه بصفقة تجارية,وبالنتيجة قالت له: لا يناسبني الزواج من موظف عادي في شركة خاصة . ومع ذلك فإن التجارب وعلى كثرتها,ليست قاعدة مطلقة تدل على أسباب تأخر الزواج أو العزوف عنه وهو قد يكون ارادياً وبخاصة عند الشباب لأنهم أصحاب المبادرة في طلب الزواج وغالباً اجبارياً عند الفتيات حيث لايجدن فرصة مناسبة. وقد ازدادت هذه المشكلات في السنوات الأخيرة بسبب تغير الظروف الاجتماعية والمادية والثقافية. بيت القصيد ولاستكمال الصورة حول موضوع (العنوسة) سألنا الدكتورة نجوى نادر من كلية التربية حول أكثر الأسباب التي تؤدي الى تأخر الزواج,وما آثاره على المرآة والمجتمع و ما هي الحلول? والتي علقت بأن هناك أسباباً مادية تتعلق بصعوبة الحصول على منزل وتدني مستوى الدخل مقابل السلع,والبطالة وهجرة الشباب الذكور والتي أدت الى ارتفاع نسبة الإناث مقابل الذكور. وهي أسباب مؤدية ومكملة لظروف اجتماعية منتشرة منها:تفاوت العمر الزمني لسن الزواج,إذ غالباً ما يبدأ سن الزواج عند الفتاة منذ الخامسة عشرة,بينما يبدأ عند الذكور بعد الثالثة والعشرين,ما يجعل عدد الاناث في سن الزواج أضعافاً مضاعفة لعدد الذكور . وفي ظل المسؤوليات المادية الملقاة على عاتق الرجل وانتشار الزواج المبكر الذي يحرم الفتاة المتأخرة وهنا نكتشف المعادلة الهامة في هذه المشكلات حيث أن زيادة نسبة التعليم والتعليم العالي يؤخر الزواج. وغالباً ما يمتنع الشباب عن الارتباط بالفتاة ذات التعليم العالي والتي من نفس عمره,ويريدها ذات تعليم متوسط,ويفضل الارتباط بها وهي طالبة. ويضاف الى ذلك بعض الأفكار الاجتماعية التي تسيطر على غالبية الشباب الذين ما زالوا يفضلون الفتاة الصغيرة التي لا تملك خبرات حياتية فيهمل المضمون على حساب الشكل. أسباب أخرى وبصورة أخرى نلاحظ أن اتجاهات الشباب نحو فكرة الزواج تغيرت وأصبح بنظره غير ضروري وغير هام,بل هو مسؤولية كبيرة بغنى عنها في ظل الانفتاح الاجتماعي الذي يسهل الحصول على الجنس. وهنا تؤكد الدكتورة نادر على الدور السلبي لوسائل الإعلام التي تقدم المرأة كسلعة والجنس كمادة استهلاكية يومية لتغطية الفترات الإعلامية بشكل مباشر أو غير مباشر . وترفق ذلك بعرض المشكلات الأسرية والعلاقات الزوجية بصورة سلبية مشوهة قائمة على الخيانة وغياب الحب وعدم الرغبة بالزوج.وكلها أمور تعزز فكرة عزوف الشباب عن الزواج أو التأخر فيه. حرصاً على العلاج ولأن الحلول تؤخذ من واقع المشكلات فإن العلاج يتطلب تضافر جهود العديد من المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية لتحديد سن الزواج للفتيات والذكور والحرص على تنفيذه,والتأكيد على اتباع سياسة تنظيم الأسرة لتحديد عدد المواليد ومساعدة الشباب على ايجاد فرص عمل مناسبة ومساكن للتقليل من المسؤوليات المادية. وأيضاً بالتعرف على مشكلات الشباب وتقديم المشورة والنصح لهم.. وايجاد وسائل لتعريف الشباب بالشابات مثل (مكاتب الزواج) ومراكز ارشاد أسري وزواجي في كل منطقة. على أن يأتي ذلك ضمن برامج لرفع مستوى وعي الأفراد بأهمية الأسرة حاضراً ومستقبلاً. فقدان الأمن النفسي يجب أن نكسر حاجز الصمت تجاه هذه المشكلات وننظر الى نتائجها السلبية والتي من أهمها سوء الصحة النفسية كالاحساس بالوحدة وفقدان الأمن النفسي وسوء التكيف الاجتماعي والعدوانية والقلق والانحراف ما ينعكس على إنتاجية الفرد عموماً. |
|