تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معركة

ســـــاخرة
الخميس 29-9-2011
أكرم الكسيح

بالأمس وقبل أن أنام صديقي اللدود القلق كان في زيارة أصبحت شبه يومية وبدأت حرب طاحنة ضروس بينه وبين النوم دامت لساعات الفجر الأولى واستخدم فيها كل الأسلحة الفتاكة

وأثناء الحصار الذي فرضه القلق علي مع إخفاق كل محاولات التقلب والشقلبة وتغيير الاتجاهات على السرير والتي ذهبت سدى، قلت بدل هذا الوقت الضائع لأخترع حواراً لعله يجدي نفعاً بدل أن يذهب هذا الوقت بلا فائدة، فاستحضرت من الذاكرة مجموعة من الأشخاص على شكل عينة عشوائية وأخذت أشرح وجهة نظري وبإسهاب مع تدعيمها بأمثلة، إلا أن ثلاثة أشخاص اندسوا بين المجموعة التي استحضرتها لا أعرفهم وبدؤوا بالمشاكسة والتفنيص على أساس أنه ناقصني هموم.‏

وكلما طرحت فكرة يأخذون بالصراخ والمعاندة والرفض للفكرة فطولت بالي عليهم وأخذت أناور بالفكرة وكل مرة بشكل جديد وأكثر إقناعاً وواقعية لكن عبث وعنزة لو طارت، وبالنهاية حسمتها وقررت طردهم فانبرى أحدهم قائلاً: لن نخرج «شو هوي مخ اللي خلفك» هنا طار صوابي وقلت لهم الحشرة أسموها بهذا الإسم لأنها تحشر نفسها وتنحشر في الأماكن الضيقة والحشرية موضة الضعيف، ومن الآداب العامة ألا يتدخل الشخص في الأمور التي لا تعنيه ولا يجلس في مجلس إلا بإذن أصحابه ولا يتطفل على مآدب الآخرين، لكن الوقاحة التي وجدت عند هؤلاء الأشخاص لم أرها في حياتي رغم أنني ديمقراطي وآخذ الأمور بكل روح رياضية حتى لو كانت الخسارة هي الاحتمال الأقوى، وكون الروح الرياضية في الرياضة وألعابها لا تتجوهر وتتضح بجلاء في الخسارة وأحياناً في الخسارات المتلاحقة وهذا ما تتمتع به الرياضة عندنا فعودنا أنفسنا على الروح الرياضية لكثرة الخسارات المتلاحقة، وفي النهاية قررت أن أداوي هذه الحالة من القلق، بعد أن نزع هؤلاء الأشخاص جلسة الحوار المفترضة بالمبدأ القائل: وداوها بالتي كانت هي الداء فقررت أن أعلن استيقاظي من نوم مفترض كونه لم يحصل وقررت أن أحتسي القهوة كون معظم الناس يقولون أنها هي التي تجلب القلق وتطرد النوم وجلست أقلب الأمور بتمعن وهدوء وأضربها شمالاً ويميناً لعلي أكسر بعض الأفكار المتحجرة وأفتتها وأستطيع عجنها وتكييفها من جديد.‏

لكن يا فرحة لم تكتمل فقد تسرب وتسلل النعاس معلناً قدوم النوم بعد أن تسربت أشعة الشمس من النافذة معلنة قدوم نهار جديد و يوم يحمل معطياته وحاجياته واستسلمت لنوم في غير أوانه حتى تدخل الهاتف برنينه ومكالمة تذكرني بموعد متبق من ذكريات اليوم الماضي فحملت أمتعتي وخرجت.‏

أميركا وأوروبا وبسبب رائحة النفط النتنة المنبعثة من منطقتنا لم يعد بإمكانهم رؤية الأشياء الجميلة لا في منطقتنا ولا في العالم كله.‏

وكون النفط يستخدم في الطاقة والاشتعال لذلك قرروا إشعال الحرائق والفتن في كل مكان ومشوا على مبدأ: الطاقة التي تجيك منها الريح اسرقها واستريح.‏

بعد الأخير‏

ثلاثة طلاب يسكنون في غرفة واحدة أحدهم يملك مالاً لا بأس به فقال له زميله: مارأيك أن أحزرك حزورة إن عرفتها أعطيك 25 ليرة وإن لم تعرفها تعطيني 25 ليرة فقال له موافق فسأله: شي نأكله أخضر طويل وشيء أصفر مدعبل ففكر ولم يعرف الجواب فقال له: خيارة وليمونة وأردف متابعاً فقال له: نعم، فسأله: شيئان خضر مطاولان وشيئان صفر مدعبلان، ففكر ولم يعرف فقال له: خيارتان وليمونتان.‏

وتابع: ثلاثة وأربعة، فتدخل الثالث وقال له: اتركه يا رجل فأجابه: أريد أن أذهب إلى المطعم وليس لدي نقود فقال له خذ500 ليرة وحل عن الرجل فأخذها وذهب وعندما عاد في منتصف الليل وجد الطالب الذي أعطاه 500 ليرة وهو جالس على الطاولة وأمامه الطالب الآخر ويوجد على الطاولة كمية نقود كثيرة ويقول له: في 6000 شي أخضر مطاول و6000 شي أصفر مدعبل فما هما؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية