تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فتاة دمشق.. حبٌّ على الطريقة التكساسية

ســـــاخرة
الخميس 29-9-2011
في عقدي الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي كان في دمشق مطربة جميلة الصوت اسمها فتاة دمشق. وكانت على درجة عالية من الجمال جعلت الرجال يتهافتون على خطب ودها، بل والوقوع في شراك حبها.

وفي أواخر الأربعينيات من القرن المنصرم، وبالتحديد في عام 1948، وقع في حبها رجلان دفعة واحدة. الأول صحفي متخصص في الشؤون الفنية والثاني رجل ثري. أما فتاة دمشق فلم يطل ترددها، إذ سرعان ما استقر قلبها في جيب الثري. وحقد الصحفي عليها، فامتشق قلمه يدبلج المقالات النارية يهاجم بها المطربة، فتارة يصف صوتها بأنه خشن كصوت الرجال، وتارة أخرى يشبهه بصافرة الإنذار.‏

وتضايق الثري من حملة الصحفي على حبيبته، فأرسل إليه التهديد تلو التهديد. لكن الصحفي لم يلق سلاحه. ليفاجأ في أحد الأيام بأحد القبضايات يقتحم عليه مكتبه. فأخذه الخوف وارتعد جسمه وحملق في زائره، لكنه تمالك نفسه، وسأل القبضاي عن طلبه، فأجابه أنه يريد الصحفي (فلان) أي هو فبادره الصحفي متسائلاً:‏

- هو ليس هنا، لكن لماذا تريد أن تراه؟. هل اقترض منك نقوداً؟! إنه رجل ذو سمعة سيئة.‏

- وأجاب القبضاي:‏

- لا.. لم يقترض مني مالاً، إنما أريد أن أراه، وأن أحطم أضلعه.‏

ولم يكد القبضاي ينصرف من المكتب، حتى استنجد الصحفي بالشرطة كي تحميه من الثري.. وخصصت إدارة الشرطة شرطيين لحراسة الصحفي.. فاطمأن لبعض الوقت. وبعد عدة أيام وقفت سيارة كبيرة في الساحة التي يطل عليها مكتب الصحفي، وظهر من أحد نوافذها مترليوز (رشاش). واندفعت من فوهته عشرات الطلقات بسرعة وإحكام باتجاه مكتب الصحفي فتهشم زجاج نوافذه. وفي مساء ذلك اليوم كان الصحفي يطرق باب الثري ليعتذر له، ويعده أنه لن يتطرق للمطربة بأي سوء، وليقول له: (إن فتاة دمشق أعظم مطربة في سورية).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية