|
قاعدة الحدث وسعي واشنطن المحموم لتوسيع نطاق هذه الدرع الصاروخية لتشمل مناطق مختلفة من العالم، ومنها أوروبا، يبين بوضوح النيات الاستعمارية الأميركية، فهو يمثل لواشنطن أهمية استراتيجية لتحقيق الهيمنة على العالم وإحكام السيطرة على الموارد والثروات والمواقع الاستراتيجية على اليابسة وفي البحار والمحيطات، كي تتحكم في مصادر الطاقة من نفط وغاز وبالأسعار التي تقررها الاحتكارات الأميركية، ويتضح أيضاً أن العسكريتارية الأميركية تسعى للمحافظة على مبدأ استخدام القوة، كأداة من أدوات سياستها الخارجية، وأيضاً للمحافظة على إسرائيل وضمان بقائها العدواني. إن لهاث أميركا لإرضاخ العالم من خلال سباق تسلح محموم يكلف تريليونات الدولارات، يبرهن أن العقلية الاستعمارية المتأصلة في هذه الدولة الامبريالية، مستمرة، بل هي متجذرة في تاريخ هذا البلد منذ قرن ونيف، حتى ولو أدى الأمر لتدمير العالم، فالطغمة المالية الأميركية التي تسيطر على مقدرات أميركا لا ترى في المعمورة سوى مخزن هائل - بثرواته الطبيعية وقدراته البشرية - للنهب والاستعباد، وبينما يرضخ للعبودية الأميركية دول عديدة في العالم، تسعى دول أخرى تمثل معظم البشر على الأرض لبناء أوطانها والحفاظ على سيادتها وكرامتها وتحسين مستوى معيشة سكانها، وهي تواجه الهيمنة الأميركية بمزيد من الإصرار على تحقيق مستقبل أفضل لها ولسكان الأرض. |
|