|
الثورة وإجبار أميركا لهم على السير في الطريق الذي اختارته لهم ، إذ لا تكاد تخرجهم من مأزق حتى تولّفهم على آخر، ولا تنقلهم إلى مستنقع جديد قبل تهيئة الآخر. هؤلاء المسؤولون أصيبوا بالعمى السياسي لكثرة الوعود الأميركية بتوزيع الأدوار في المنطقة، وتزاحم الأحلام وسعة الخيال عن مكاسب لن يحلموا بها ذات يوم. هذه الانتقادات وغيرها وجهها متابعون إعلاميون وسياسيون للأحداث الساخنة وغيرها مما يجري في بلدان عربية كثيرة، وذلك رداً على دعوة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ما يسمى بالمعارضة السورية إلى «توحيد صفوفها والعمل معاً لتحديد رؤية لمستقبل سورية» ومطالبة القيادة السورية بالمزيد من الإصلاحات وتنفيذ ما وعدت به. ويتساءل هؤلاء عن أي مستقبل يتحدث عنه هيغ وأمثاله، بعد أن تلطخت أيديهم بدماء السوريين الأبرياء بسبب العنف الذي حرضوا عليه عصاباتهم المسلحة وتزويدهم بالمال والسلاح؟ وهل تتضمن دعواتهم توحيد هذه الجماعات لـ تلك الصفوف التي دربوها وعلموها كيف ومتى وأين ستنفذ مخططاتهم حتى يأتي الغرب وعلى رأسه أميركا لتقاسم الغنائم وتوسيع مطامعهم التي ماانفكوا يبحثون عنها منذ المراحل الأولى لحملاتهم الانتخابية في بلادهم، كما تساءلوا فيما إذا في قواميس البريطانيين أو الأميركيين والفرنسيين معانٍ أخرى للإصلاح غير التي قدمتها سورية تلبية للمطالب الشعبية المحقة. ويضيف المحللون وفقاً لإحدى المواقع الإلكترونية أن الوضع في سورية يختلف عن الدول التي ساد فيها الغرب وماد كما يحلو له، وذلك أيضاً لأسباب كثيرة أهمها الوعي الشعبي الذي لم يفسح المجال للمؤامرة أن ترى النور حيث لم يتم وأدها وحسب، إنما تم إجهاضها منذ اليوم الأول لتشكيلها، إضافة لتماسك هذا الشعب مع القيادة، وقيام الجيش بدور فاعل ومشرف في إحباط مرامي الجماعات الإرهابية، وعدم إنصاته للأصوات النشاز التي حاولت التأثير عليه بهدف تحييده عن المهمة الموكلة له بإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وحماية المدنيين من بطش وحقد الجماعات المأجورة والمرتهنة للخارج. بدورهم قال محللون إن دعوات هيغ لمن يسمون بالمعارضة على استمرار العمل للتأكد من أن التجمعات التي يخرجون فيها ويزيدون أعدادها عن طريق الفبركة الإعلامية أنها سلمية لم تعد تجدي نفعاً لأن أمر المخربين ونياتهم انكشف بعد عمليات الاغتيال والقتل التي نفذوها منذ أول خروج لهم، ولا يزالوا يقومون بها حيث يصبون جام غضبهم على العقول النيرة والخبرات ويلاحقونهم في أماكن عملهم وعلى طرقات العودة إلى منازلهم. المحللون لفتوا أيضاً إلى منحى آخر على خلفية الأحداث التي تعيشها سورية مؤكدين أن البعض من المعارضة السورية الحقيقية أدركوا خطورة التدخل الخارجي في شؤون بلادهم، وخاصة بعد رؤيتهم لأعمال التخريب التي يقوم بها الإرهابيون، إضافة لما حل في ليبيا على خلفية المطالبة بما سمي حماية المدنيين، وأوضحوا أن قسماً من المعارضة في سورية ترفض وبشدة أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية، ما يعني أيضاً أن ذلك ليس إلا رسالة واضحة للغرب وأميركا ومن معهم بترك السوريين يحلون مشكلاتهم بأنفسهم، ليقين هؤلاء على قلتهم بأن التدخل الخارجي لن يحمل في ثناياه إلا الويل والخراب، تماماً كما سيحمل الخيبة والإخفاق لمن خطط وشجع وموّل وساند ونفذ. |
|