|
ثقافة
لأجلِ هذا، ها نحنُ نحتفي يومياً بهذا الصمود، ومن خلال ندواتنا ومؤتمراتنا ومهرجاناتنا التي منها ما أقامته مديرية الثقافة بالتعاون مع الشعبة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي والإدارة السياسية. أقامته في «مركز ثقافي أبو رمانة» وتحت عنوان «سورية ملحمة الانتصار».. بدايةً، قدَّمت الإعلامية «إلهام سلطان» منظِّمة المهرجان، كلمة موجزة عن أهميته كمناسبةً وطنية، سبقتها وتلتها الكثير من المناسبات السورية الاستثنائية.. مناسبة قالت بأنها، أكدت على «ماأكّده التاريخ صارخاً ومزمجراً ومجلجلاً: انتصرنا.. انتصرَ الحرف والحق.. النور والحب.. السلام والضياء.. انتصرنا يا شام.. يا فيحاء.. يا قاسيون.. يا لاذقية العرب.. ياتدمر- سرُّ الأسرار، وياماري بوح التاريخ، ويابصرى الشامخة، وياجولان.. انتصرنا على الحقد.. الظلم.. الظلام.. الإجرام.. انتصرنا يا رجال الحقِّ.. يا رجال الله.. يا تاج الوطن.. يا سورة وأسطورة.. إنها البداية.. لكن، لبدايةٍ قبلها.. البداية التي كانت بالوقوفِ دقيقة صمتٍ على أرواح شهدائنا، يليها النشيدُ العربي السوري. أيضاً، التي كانت بعد أن ألقى الرفيق «تيسير بدور» أمين الشعبة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، كلمة تحدّث فيها، عن شعبنا المجبول على عشقِ الشهادة وحب الوطن، وعن قيامه بدحرِ العثمانيين وبعدهم الفرنسيين، واليوم الإرهابيين. عن دحرهم وبقاء سوريتنا. عن إصرارهم على العودة لإبادتنا، وإصرارنا على خوض معارك التحرير صوناً لأرضنا وكرامتنا.. عن ديمومة بقائنا واندحارهم وتحطم آمالهم أمام بطولات جيشنا ودماء شهدائنا وتضحياتنا.. بعد كلمة «بدور».. ألقى العميد «محسن الشيخ ياسين» المسؤول الثقافي في الإدارة السياسية، كلمته التي نوَّه فيها إلى حقيقة شعبنا وتاريخه النضالي. أيضاً، إلى وحشية عدونا، وجهله وحقده البربري.. نوَّه إلى ذلك، ليؤكد بعدها بأن: «الشعب الذي يحب الثقافة والحضارة والتواصل والاحترام، هو من يصنع الجلاء، والمتوحشون لاحياة لهم، ولادين ولاأخلاق ولاعقل ولاانتماء».. أضاف: «الحياةُ لنا.. لوطنٍ أهدى البشرية الأبجدية الأولى، والحرف الأجمل، والسيمفونية الأرقى، والرسالة الأكمل، والقمح الأقسى والفولاذ الأصلب، والسفينة الأمتن.. الخ». هذا ماكانت عليه البداية التي تلتها بدايةٌ أخرى.. بداية ما نظمته وقدّمته «سلطان» وثائقياً وشعرياً. وثائقياً، من خلال عرض فيلم «وانتصرنا» الذي وثّق في كل المناطق والمدن السورية مااقترفه الإرهاب من إجرام ووحشية. وشعرياً، عبرَ ما ألقاه شعراء شباب، أشعلت الحربُ قصائدهم فأعلنوا وبالشعرِ المقاتل.. أعلنوا ماأعلنهُ الشاعر «فارس دعدوش» بصوته المدوّي: كُفُّوا السؤالَ.. هاهنا النبأُ العظيمُ فلا خلافَ.. و لااختلافَ واقبلوا إن بانَ جنديٌّ كريمُ باركوا فيهِ الزفافَ إنها صرخة ابن الوطن الغاضب غضبَ قصيدته. المتماهي عشقاً في أرضٍ، أدرك عن سابقِ تضحية قدمها أقرب الناس إلى قلبه، بأن جيشه، حامي أرضه وعرضه، يستحقُّ وصفه: بجبينكَ الدنيا تُضيءُ تقولُ بحرفِها المَسدْ شيخُ الفِدا.. قهرَ العِدا والسيفُ بالصدرِ انغمدْ جيشُ العروبةِ مالهُ في الشَّامِ من كُفؤٌ أحدْ هذا ماأنشدهُ «دعدوش» شعراً حماسياً مقاتلاً، ليكون ماأنشدهُ الشاعر «ماهر محمد» محكياً.. ليكون ماأنشدهُ ولجيش هذا الوطن الأمين.. وطن السوريين: أنتَ موْ جندي وبسْ أنتَ ملاكْ عم تحمِي بَلدكْ الزفّة الـ حِنّا وأنتَ العرسْ والشَّهامة وشمْ عَ زندكْ أما عن الشاعر المهندس «طوني حجل» فقد وصفِ نيسان الحياة والنصر.. الحياة التي تتجدد فيه، والنصر الذي تحكيهِ شموسه وقِممه وأعيادهُ وأفراحهُ، وكل مايشهد على اندحار العدو الغاصب عن أرضنا بعد كل حربٍ وفي كل عصر.ِ نيسانُ غنّي والدموعُ سخيّةٌ دمعُ السرورِ تجرّهُ العينانُ سبعونَ عاماً ياطلائعَ شَعِبنا رقصتْ لها الأيامُ والأزمانُ نيسانُ ولّى الأجنبيُّ مُهرولاً جرَّ الذيولَ وراءهُ الشيطانُ ننتقل إلى الشاعر «أحمد حسيب أسعد».. إلى القصيدة الواضحة في مفرداتها وضوح انتصارنا.. الدؤوبة سعياً للاحتفاءِ بما احتفى به نيساننا.. القصيدة التي أسرج شاعرها صموده، شاهراً حرفه ليشهد على وجودها - وجوده: أسرجتُ للثأرِ الصمودَ شهادةً لي أرغبُ جُرحي حياةٌ للتُّرابِ وعزَّةٌ وتَوثُّبُ.. وملاحمٌ تزهو بنصرٍ فالشآمُ الكوكبُ أخيراً، ولأن ختامها مسك، نختم بمسكِ القصيدة. القصيدة التي هي الصرخة الحق.. القصيدة الكاشفة، الجريئة، المتمردة، الصارخة، والناطقة باسمِ وطنِ حرفهُ في قلبها، وقلبها-دمشق. نختم بالقصيدة التي اختزلت كل القوافي بقافيتها السورية- الدمشقية.. القافية التي جعلت الشعر يشهد على أن عاشقهُ «قصي ميهوب» قد أبدعَ بلاغةً وعمقاً ووجعاً في محاكاتهِ: يابنتَ سوريّا العظيمةَ موطِناً وحضارةً مهداً لفكرِ الأنبيا بُوركتِ عاصمةَ الخُلودِ أمومةٌ كُبرى لِكُبرى والهوى «عِشتاريا» ومثلَ «يُوسِفَ» كنتِ بينَ أُخوَّةٍ والشَّعبُ في عُرفِ النَّوى «يعقوبيا» عشرونَ أختاً للسَّقيفةِ صوَّتَتْ والذِّئبُ في بئرِ العروبةِ لاطِيا في ظُلمَةٍ.. بدأ الصراعُ شراسةً حتى خرجتِ من الظَّلامِ إلى الضِّيا ونهضتِ مثلَ السِّنديانِ عراقةً فاخضوضرَ التاريخُ في أوراقِيا بيد أنها القصيدة الرصاصة في إطلاقها لما أرادتهُ يقتلُ أعداء وطنها.. لما أرادته نوراً أضاءَ احتفاءها احتفاءً، وبجلاءِ الحقد والكفر والقتلِ والرياءِ عن قلب الوطن الذي هو قلبها.. القصيدة التي تشعرْ شعور خالقها، وبأنهُ وبأنها: إنِّي لأشعرُ كلَّ يومٍ أنَّهُ يحتاجُ دوماً للجلاءِ جلائيا ستعودُ سوريّا بِهمَّةِ شعبِها وبجيشِها أقوى على أعدائيا |
|