تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تشجيع الابتكار

شباب
الأحد24-4-2016
لينا ديوب

يلمع بين فترة وأخرى، شاب أو فتاة، أو مجموعة من الشباب، في معرض أو مسابقة للإبداع، عن طريق اختراع يبتكر طريقة اقتصادية، تحافظ على البيئة وتحقق فائدة للمجتمع، قد تكون في مجال التعليم،

أو مجال الطاقة البديلة، لكن في أغلب الحالات لا نجد التشجيع والدعم للشاب صاحب الفكرة فيبقى اختراعه حبيس الأدراج رغم إمكانية استثماره والاستفادة منه.‏

ويمكننا القول: إن ذلك يعود لغياب بيئة اجتماعية موائمة، ففعالية وقدرة الفرد وحتى المؤسسات، على إنتاج الابتكارات تتوقف على وجود ثقافة تدعم منظومة قيمها عملية الابتكار. والتي تقوم على «رفض الوضع الراهن» والخروج عن المألوف من خلال السعي لإيجاد حل للمشكلة المطروحة.‏

والسعي للتغيير ووراء الجديد كما هي من ركائز عملية الابتكار، هي أيضا من خصائص مرحلة الشباب. فهم يتقبلون المخاطرة، وتشجيع التجريب، و التعلم المستمر، وهذه جميعها خصائص تشجع عملية الابتكار، وعلى التفكير خارج الصندوق.‏

كما تؤدي إلى التقويم الموضوعي للأفكار، ما يشجع الشباب على إنتاج الأفكار الجديدة ومناقشتها. وفي العادة يؤدي البحث عن حلول للمشكلات، إلى إنتاج العديد من الأفكار التي قد تناقض بعضها بعضاً، وتتباين حولها الآراء. وهنا تبرز أهمية قيمة تقبُّل الخلافات التي لا تقتصر على مجرد التقبل، بل تعني أيضاً العمل على تجاوزها بطريقة بناءة.‏

لكن لو عدنا وسألنا هل هذه هي البيئة التي يعيشها شبابنا، وهل نملك ثقافة الابتكار والتشجيع عليه؟ والجواب لا، فالتربية الأسرية لا تسمح للأبناء حتى بترتيب غرفهم وطاولات الدراسة كما يرغبون، وتأتي بعدها المدرسة لتكتفي بالتلقين، باستثناء المسابقات والدورات والتي تكون لمجموعة من الطلاب وليس كنظام تعليمي عام.‏

إنّ ثقافة الابتكار تسعى وراء الأفكار الجديدة، حتى لو كانت غريبة، ولا تخشى خوض التجربة وممارسة التجريب، وتتسامح مع الفشل وتعتبره خطوة في طريق النجاح. وهذا مانفتقده في تربيتنا الأسرية ونظامنا التعليمي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية