|
دمشق
اضافة لانهيار جزء كبير من سقفه لاسيما عند محلات بيع المواد التجميلية وادوات الحلاقين حيث تصاعدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان في ساعات الصباح الأولى في سماء المدينة القديمة السوق الاثري الذي يعتبر تجمعاً لمحال تختص ببيع المواد البلاستيكية وألعاب الأطفال والأدوات المنزلية، واقتصرت الاضرار على الخسائر المادية باستثناء اصابة بشرية واحدة لصاحب احد المحلات الذي حاول اطفاء النار في محله بطرق الخاصة وعلى الفور هرعت سيارات الاطفاء الى مكان الحريق وبادرت الى اخماده حيث استغرقت العملية عدة ساعات نظراً لامتداد الحريق بسرعة كبيرة كون أسقف المحال التجارية اغلبها مصنع من الخشب والمواد سريعة الاشتعال .
وأكد نائب رئيس المكتب التنفيذي بمحافظة دمشق الدكتور احمد نابلسي في تصريح خاص للثورة ان الحريق التهم كتلة كاملة من سوق العصرونية الاثري حيث يتجاوز عدد المحلات المتضررة الاربعين محلاً ومستودعاً تجارياً، مشيراً الى ان جميع سيارات فوج الاطفاء والدفاع المدني بدمشق شاركت في اخماد الحريق لاكثر من سبع ساعات ليتم بعدها عملية التبريد التي استمرت حتى ساعات المساء كون محلات سوق العصرونية ذات أسقف مصنوعة من الخشب القديم والمواد سريعة الاشتعال حيث انهار جزء كبير من سقف السوق الاثري. ولفت الدكتور نابلسي إلى أن أسباب الحريق لاتزال غير معروفة حيث أن التحقيقات لا تزال جارية حول الاسباب الحقيقية لهذا الحريق الكبير، مبيناً ان الاضرار المادية كبيرة وتقدر بعشرات الملايين ناهيك عن تضرر السوق الاثري بشكل كبير. رئيس قسم العمليات بفوج اطفاء دمشق أكد للثورة ان عناصر الاطفاء وصلوا الى مكان الحريق في الساعة السادسة والربع صباحاً وتمت السيطرة على الحريق في حوالي السابعة والنصف صباحاً ومنع امتداده لتتبعه عدة ساعات لاخماد الحريق بشكل نهائي لافتاً الى ان العمل مستمر لحين التأكد من القضاء الكامل على اية إمكانية لاندلاع الحريق مرة أخرى وان فوج اطفاء دمشق بكامل سياراته والياته وبمشاركة سريتين من عناصره شارك في اخماد الحريق. واشار رئيس قسم العمليات الى اصابة عنصرين من فوج الاطفاء برضوض نتيجة سقوطهما من اماكن مرتفعة قليلاً اثناء عملية اخماد الحريق. مدير الدفاع المدني بدمشق العميد جهاد موسى اكد في تصريح للثورة أن عناصر الإطفاء ومنذ انطلاقهم الى مكان الحريق في الصباح الباكر حاولوا السيطرة على الحريق بكافة الوسائل الممكنة لمنع امتداده الى مزيد من المحلات التجارية حيث استمر العمل لساعات عديدة استمرت حتى المساء لانهاء أي امكانية لعودة اندلاع النيران مرة اخرى لاسيما ان الخشب الذي يشكل مادة اساسية سريعة الاشتعال في أسقف وبناء معظم المحلات الموجودة في السوق ابوسليم عامل النظافة الذي تواجد في المنطقة باكراً بحكم عمله اكد للثورة أنّ الحريق أول ما التهم متجراً يبيع (ولاعات السجائر)، قبل تفاقمه بشكلٍ متزايد وحسب شاهد العيان فان النار انتقلت بسرعة كبيرة الى المحلات المجاورة. صاحب احد المحلات التجارية وقد بدت عليه الصدمة اكد ان احتراق محل الالعاب الذي يملكه بالكامل افقده مصدر دخله وان خسارته تفوق 30 مليون ليرة وقد كان محله باب رزق لاكثر من ثلاث عائلات. يشار الى سوق العصرونية سوق تاريخي دمشقي تعود تسميته إلى أن السوق منذ أُسّست تشهد ازدحاماً شديداً في فترة العصر من النهار حين تخرج النساء الدمشقيات للتسوق فيها بعد انتهاء أعمالهن المنزلية، فيشترين من محلاتها مستلزمات مطابخهن وغيرها، وبالتالي أطلق عليها «العصرونية» اشتقاقاً من فترة «العصر» من اليوم. تميز سوق العصرونية بأنها شهدت تأسيس أول سوق للبورصة في دمشق، فقد انطلقت في جزء من السوق سُمي سوق «البورص»، كان يربط العصرونية بسوق الحميدية ويضم محلات صغيرة لصرّافي العملة الأجنبية وبائعي الذهب غير أن محلاته حالياً تحولت لبيع مستلزمات المرأة من عطور وأدوات زينة وماكياج وغيرها، بعدما كان في أربعينات وخمسينات القرن المنصرم يشهد، وبشكل يومي، تجمُّع تجار دمشق لمعرفة حركة البورصة العالمية والمحلية ولكن العمل في سوق البورصة انتهى مع بدايات الستينات، وصدور قرار الحكومة السورية آنذاك بتأميم البنوك الخاصة. |
|