تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في ذكرى مذابح الأرمن.. بعد قرن من المجازر.. أردوغان لا يعتذر.. وينبش الإجرام من رماد أجداده

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الأحد 24-4-2016
في ذكرى مجازر الارمن تتضح صورة الاجرام الحقيقية لاجداد اردوغان وترتسم في الخيال ملامح واقع مأساوي عاشه الارمن في عهد العثمانيين ، فبالرغم من مرور قرن وعام على هذه المجازر الا ان فظاعة المجازرالمرتكبة بحق الارمن وقساوتها ماتزال حاضرة في ذاكرة العالم عموماً والارمن خصوصاً .

فقبل قرن وعام من الآن ارتكبت الدولة العثمانية إبادة جماعية بحق شعب الأرمن، مأساة عرفها العالم ويتذكرها في 24 ابريل من كل عام، حيث تعتبر هذه المذبحة هي أول إبادة عرقية في القرن العشرين، مذابح الأرمن تعرف باسم «المحرقة الأرمنية» و»المذبحة الأرمنية» أو «الجريمة الكبرى»، وتشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري.‏

و تشير مصادر أرمنية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرمني بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين والسريان والكلدان واليونان النبطيين.‏

حيث كانت المجازر عشوائية وتم مقتل العديد بغض النظر عن العمر أو الجنس.‏

النفاق التركي‏

وبالرغم من الاثباتات والادلة الدامغة التي تدين الدولة العثمانية بارتكاب المجازر الا ان التهرب من المسؤولية والنفاق هو سمة من سمات الاتراك تاريخياً حيث ترى تركيا ان ما حدث هو حرب اهلية في الاناضول رافقتها مجاعة ذهب ضحيتها بين ثلاثمئة وخمسمئة الف ارمني وعدد مماثل من الاتراك.‏

وهذه المجازر تشكل لتركيا احراجاً خاصة وانها تسعى للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. و اردوغان لا يزال يرفض الاعتراف بـ»الابادة الجماعية» .‏

دول ومنظمات دولية اعترفت بالمجازر‏

بعض الدول والمنظمات الدولية اعترفت بان ما جرى بحق الارمن هو «ابادة جماعية» من بينها الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وفرنسا ولبنان وبلجيكا وسويسرا والنمسا والمانيا وهولندا وبولندا والسويد وايطاليا وقبرص واليونان والفاتيكان وفنزويلا والارجنتين وتشيلي وبوليفيا والاوروغواي.‏

وبين هذه الدول من لم تكتف بالاعتراف فسنت قوانين تجرم انكار «الابادة».‏

احياء الذكرى‏

تحتفل الكنائس حول العالم بالذكرى، يومي 23 و24 نيسان ، بقرع الأجراس 100 مرة، للتذكير بمرور 100 عام على الذكرى، ، ويستعد الأرمن لإحياء الذكرى، في سعي مستمر منهم إلى كسب اعتراف دولي بقضيتهم، حيث تعمل منظمات وأحزاب من الجاليات الأرمنية حول العالم على التحضير لإحياء الذكرى المائة لذكرى المذابح الأرمنية.‏

وبعد أكثر من قرن من الزمن، يصعب فهم سير الاحداث والاسباب الحقيقية لهذا القتل.‏

مسلسل الابادة‏

الإبادة الأرمنية ليست أولى المجازر التي تعرّض لها الأرمن الذين كانوا يعيشون في السلطنة العثمانية. فمنذ بدايات العقد الأخير من القرن التاسع عشر، راح الشباب الأرمن الذين تلقوا تعليمهم في الجامعات الأوروبية يطالبون بإصلاحات سياسية وبملكية دستورية وبانتخابات ، وهذا ما أغضب السلطان العثماني عبد الحميد الثاني المعروف بلقب السلطان الأحمر. وعلى اثر ذلك ارتكب العثمانيون، بين عامي 1894 و1896، مجازر بحق الأرمن راح ضحيتها حوالى 80 ألف، وعرفت باسم المجازر الحميدية. ومن أبشع المجازر التي ارتكبت آنذاك حرق نحو 2500 امرأة أرمنية في كاتدرائية أورفة.‏

وفي السنوات اللاحقة، ارتكبت مجازر أخرى بحق الأرمن. حيث هوجمت حوالى 200 قرية أرمنية في أضنة، عام 1909، وقتل حوالى 30 ألفاً من أبنائها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية