تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحماقة الوهابية

حدث وتعليق
الأحد 24-4-2016
عائدة عم علي

انسحاب وفد معارضة الرياض من محادثات جنيف لم يكن بالمفاجئ بعد الإخفاق الذي مُني به وهو ما حذا بمملكة آل سعود إلى تأجيج الوضع في المدن السورية علّها تحظى بشيء ما يعيد ما تبقى لها من ماء وجهها أمام أسيادها الصهاينة المستعرضين على هضبة الجولان.

ولأن الحل السياسي سيقود إلى وقف نزيف الدم السوري وعمليات التدمير والتخريب فهو لم يرُق لأعراب الوهابية المنتجين لظاهرة التكفير. وكون هذا الحل يتعارض مع أهدافهم وأجنداتهم فها هم يهرعون لاهثين في إعادة نشر الفتن والتشويش والتحريض لتدمير الدولة السورية ونشر الرعب والإرهاب بشتى الوسائل وعلى رأسها الفتن المذهبية التي عجز أصحابها وحمَلتُها من تمويه أنفسهم وأغراضهم وهوياتهم وأهداف عدوانهم المشؤوم.‏

وكون الدولة السورية هي الضمانة الحقيقية لبقاء سورية موحَّدة فهذا يتعارض مع ثلّة من الخونة الرافضين لأي حل سياسي, ولا سيما معارضة ما يسمون أنفسهم «الهيئة العليا للمفاوضات»، وما زاد من تقهقرهم وتشرذم مؤامرة التدمير وفشلها هو جهلهم الأعمى للثقافة والحضارة بعد أن أصبحوا عبيداً مأمورين ما عليهم إلا تنفيذ تعليمات الوهابيين, كيف وإن أعمَت دولارات آل سعود بصرهم وبصيرتهم ليصبحوا باعة أوطان وجوقة تردِّد إملاءات مموّليهم في أداء دورهم التراجيدي الفاشل بالتباكي على الشعب السوري.‏

والأنكى هو كيل الاتهامات للوفد الحكومي السوري بالتزامن مع عودة الإرهاب وخرق الهدنة، ما يدل على أنه محاولة جديدة لتقويض الفشل في الميدان ولكسب المزيد من الوقت للرهانات القادمة علّ ما يسمى بوفد الهيئة العليا يحظى ولو ببعض فتات من الأمل لتحقيق أمنيات أسياده, لكنهم تناسوا أن سورية باقية بمكانتها وقدرات جيشها وشعبها وليس بأيدي مرتهنين.‏

سورية وحلفاؤها المخلصون سرعان ما أدركوا حجم ما يحاك من مؤامرات تهدف إلى إضعاف دورها الوطني والإقليمي, وهو ما أثار حفيظة معسكر الأعداء بما يبيتوه من مخططات ترمي إلى دعم الإرهاب والعزف على أوتار حمم الطائفية وتفجيرها على ملتقى المبادئ والثوابت التي تجمع محور المقاومة.‏

فليدرك الخونة أن القيم والأخلاق لا يمكن البوح بها لتثبت أنك تمتلكها, لهذا كيف لنا أن نقنع الحماقة الوهابية بعد أن أعيَت من يداويها وبعد أن اعتاد أدواتها ترديد كل ما يقوله مالكوهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية