|
شؤون سياسية منها والقريبة في محاولة يائسة لاغتيال دورها الوطني والقومي المحوري في المنطقة العربية وإدخالها في دوامة الحروب الطائفية والأهلية التي تعيدها عقودا طويلة إلى الوراء ،مستخدمين في ذلك أقذر الوسائل والطرق تحت شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي كانت سبباً في تغييب العراق وليبيا والسودان عن محيطهم العربي. ونحن نحتفل بحرب تشرين تطالعنا صور أمجاد شعبنا وتضحياته من أجل عزته وعروبته ووحدته وهي صور يعيد تكرارها اليوم بكل بسالة ونبل من أجل الدفاع عما ناضل من أجله منذ وجوده على هذه الأرض باذلا في سبيل ذلك كل غال لدرجة أذهل فيها من اعتقدوا ان حربهم الجديدة عليه ستستغرق أياما أو أسابيع ثم ينتهي الأمر وتدخل بعدها طلائع الاستعمار الجديد على حاملات الطائرات و رؤوس الصواريخ و اعقاب الدبابات كما فعلوا بالعراق ويفعلون بليبيا اليوم . نظرية (الشعب الذي لايقهر) الغير قابلة للتبدل أو التغير أو السقوط والتي ابتدعها وصنعها شعبنا العظيم بكل أطيافه .. هي النظرية التي اعتمدها كاستراتيجية دائمة لمواجهة العدو الصهيوني في حرب تشرين التحريرية منذ 38 عاما والتي أسقطت أسطورة الجيش الذي لايقهر ، وهي النظرية التي شكلت على الدوام الحصن الحصين للوطن الذي يعيد اليوم انتهاجها لمواجهة أشرس الحروب التي تستهدف وجوده وتاريخه . لقد جاءت حرب تشرين التحريرية في العام 1973 بعد انتكاسة مريرة فرضتها نكسة حزيران 1967 على الأمة العربية مخلفة ورائها الإنسان العربي وقد دخل في حالة من التشاؤم والضعف والخوف والصمت يواجه ركاما من الأسئلة الخانقة التي لم يستطع احد الإجابة عليها في تلك المرحلة .. ماذا حل بالأمة العربية ؟.. ولماذا حصل ماحصل؟.. أين التضامن العربي ؟.. هل هناك أمل بقيام الامة العربية مجددا ؟ .. أسئلة لاحدود لها أحاطت به وقيدته وجعلته حبيس الذل والهزيمة.. لتجيء حرب تشرين لتحطم تلك القضبان .. قضبان سجون الذل والهزيمة وتحرر الانسان العربي من إحباطه وخوفه وتدخل الواهمون بقوتهم التي لاتقهر في هستيريا الكوابيس التي حولتهم الى مجانين يبحثون عن قشة ليتعلقوا بها عساها أن تنقذهم من هزيمتهم وخوفهم الذي بات يلاحقهم في يقظتهم ونومهم . ففي السادس من تشرين الأول من العام 1973 أعلن القائد الراحل حافظ الأسد القرار التاريخي ببدء حرب تشرين بغية استعادة الحقوق والأرض التي احتلها الكيان الإسرائيلي واسترجاع الكرامة العربية التي ضاعت بين الحجج والتبريرات الفارغة ... ولم يكن إعلان الحرب حباً فيها أو رغبة سورية في القتل والتدمير بل كانت الحرب ضرورة أساسية أوجدتها ضرورات المرحلة الصعبة التي كانت تعيشها الأمة وهذا ما أكده القائد الخالد حافظ الأسد بقوله: لسنا هواة قتل وتدمير وإنما ندفع عن أنفسنا القتل والتدمير، لسنا معتدين ولم نكن قط معتدين ولكنناكنا ومازلنا ندفع عن أنفسنا العدوان . لقد برهنت حرب تشرين قدرة العرب على فعل المعجزات وصنع المستحيلات عندما تتشابك أياديهم وتتوحد قواهم وتمتزج دماؤهم وكانت درسا لكل الاجيال في أن الفرقة والانقسام لاتصنع إلا الهزائم والانتكاسات وأن الأمة مهما بلغت من العلم والثراء والقوة لن تستطيع صنع الانتصارات إلا إذا توحدت قواها و تضافرت جهودها وإن حالة التجزئة التي نعيشها كعرب ليست إلا حالة استثنائية فرضها علينا الاستعمار عبر العصور، كما غيرت حرب تشرين التحريرية مفاهيم الصراع العربية الإسرائيلية وحولته من صراع بين قوي وضعيف الى صراع الند للند وأعادت إسرائيل إلى حجمها الطبيعي و ربطت مبدأي السلام والاستقرارفي المنطقة بإنهاء إسرائيل احتلالها للأراضي العربية وإعادة الحقوق إلى أصحابها. لقد كان لحرب تشرين التحريرية دور كبير في تعميم سياسة المقاومة داخل العقل العربي على قاعدة إن ما أخذ بالقوة لايستردإلا بالقوة وهذا ما أثبتته الايام والسنون انطلاقاً من أن العدو الصهيوني لايفهم إلا لغة القوة وهو ما دأبت سورية على القيام به منذ ذلك الوقت وحافظت على العمل به بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وما سقوط المؤامرات والمخططات التي حاولت النيل من سورية وعزلها وما انتصار المقاومة اللبنانية في العام 2006 والفلسطينية في نهاية العام 2008 المتواصل حتى هذه اللحظة إلا دليل على نجاح سياسة المقاومة وجعلها خياراً استراتيجياً سورياً. لقد أظهرت حرب تشرين التحريرية قدرة المقاتل العربي على تحقيق وإحراز النصر خاصة عندما توجد القيادةالشجاعة الحكيمة المولودة من رحم الشعب والمؤمنة بقضايا الأمةوالقادرة على صنع المستحيلات والمعجزات والتي تجسدت بالقيادة التاريخية للقائد الخالد حافظ الأسد، كما لقد نقلت حرب تشرين القضايا العربية من قعر الأحداث الى واجهة السياسة الدولية وهو ما أعطاها تأييداً دولياً وعالمياً غير مسبوق كما أحدثت شرخاً كبيراً في بنية المجتمع الإسرائيلي . |
|