|
ســـــاخرة وقد عمل والده بواباً في أحد القصور الملكية، وكانت في القصر مدرسة لتعليم أبناء الموظفين والمستخدمين، فتلقى محمد إمام مبادئ التعليم وأظهر ذكاء شديداً في التعلم والحفظ والنظم. عاش وحيداً لوالديه ووحيداً في مجتمعه، وبسبب دمامته ولونه الفاحم صار مدعاة للسخرية والتندر، وله مواقف مع خليل مطران وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم، لكن الأخير كان الأقسى في تندره وسخريته، أما هو فكان هجّاء مقذعاً وخفيف الروح في الآن ذاته، ودمثاً حلو المعشر، على عادة أهل السودان، وقد شغف بالرياضة حتى صار «كابتن» مصر حتى عام 1900 إذ انصرف بعد ذلك نهائياً للشعر والأدب، لم يتزوج محمد إمام ولم يعرف النساء وهو القائل: أناليل وكل حسناء شمس- فاقتراني بها من المستحيل ومن شعره في الغزل: وكان لوني قبل حبك أبيض ولكن لهيب الشوق أحرق جثماني وله أيضاً: هممت بالوصل فقالت عجبا أيها الشاعر ماهذا الهيام أنت عبد والهوى أخبرني أن وصل العبد في الحب حرام ومن رثائه محمد عبده: «فداك أبي لو يُفتدى الحر بالعبد». ويقول الزركلي في «الإعلام»: كان خطيباً مفوهاً، تجري النكتة في بيانه فلا يُمل سماعه. |
|