|
استراحة
ويعرف العلماء الحواس الخمس أنها النوافذ الطبيعية بين الإنسان وبين العالم الخارجي التي تربط الوجود الخارجي بذهنيته. والحواس الخمس المجمع عليها هي : البصر بواسطة العين لتمييز الكائنات الحية والجامدة. السمع بواسطة الأذن لتمييز الأصوات. الشم بواسطة الأنف لتمييز الروائح المتنوعة. التذوق بواسطة اللسان لتمييز الأطعمة والأشربة. اللمس بواسطة الأطراف لتمييز الخشن والناعم والبارد والساخن. وبات بدهيا لدى العلماء وبعد دراسات وأبحاث معمقة أن المخ هو الذي يستقبل إشارات الحواس وينقلها إلى الأعصاب،وبالتالي يحدث إحساس الإنسان بما حوله،وطبعاً يفترض أن تعمل الحواس ضمن ظروف طبيعية ،أي دون مؤثرات على هذه الحواس ،كما في حال الشعوذة التي تلعب على حاسة البصر. وقد ظهر خلاف بين العلماء حول عدد من الحواس وتحديدا حول ما سمي بالحاسة السادسة،وهو شعور داخلي بحقيقة شيء ما،ويعزوه من يقول به إلى أشياء غير محسوسة. وقام بعض العلماء ببحث علمي ليؤكد حقيقة وجود حاسة سادسة عند الإنسان ،ومنذ مدة نشرت مجلة(ساينس) العلمية مقابلة مع الباحث جوشوا براون من جامعة واشنطن بولاية ميسوري، أكد فيه أن الحاسة السادسة لدى الإنسان الخاصة بالإحساس بالخطر التي رفضها بعض العلماء على اعتبار أنها خرافة توجد فعلياً في جزء من المخ يتعامل أيضا مع حل الصراعات. وقال براون في المقابلة إن منطقة المخ المعروفة بالقشرة الداخلية الطوقية تطلق بالفعل الإنذار بشأن الأخطار التي لا تستطيع النفاذ إلى المخ الواعي. وتقع القشرة الداخلية الطوقية قرب قمة الفصوص الأمامية وإلى جانب الفواصل التي تفصل بين قسمي المخ الأيسر والأيمن. واستخدم براون برنامج كمبيوتر يحتاج إلى شباب أصحاء للرد على جهاز متابعة وقياس نشاط أمخاخهم على فترات كل 2.5 ثانية بجهاز أشعة الرنين المغناطيسي. ويذكر براون أن النتائج أظهرت أن أمخاخنا تلتقط إشارات التحذيرات بشكل أفضل مما كان يعتقد في الماضي. ففي الماضي كنا نجد نشاطا في القشرة الداخلية الطوقية عندما كان يتوجب على الناس اتخاذ قرار صعب أو بعد ارتكابهم خطأ ما، ولكن الآن تستطيع المنطقة فعليا تعلم الإدراك عندما يرتكب المرء خطأ، إنها تتعلم أن تحذرنا مقدماً عندما يقودنا سلوكنا إلى نتيجة سلبية. ويرى أن القشرة الداخلية الطوقية مرتبطة بشدة مع مشكلات عقلية خطيرة من بينها الشيزوفرينيا أو انفصام الشخصية والاضطراب العدواني القهري. في النهاية يلاحظ براون أن نفس الناقل العصبي متضمن في إدمان المخدرات ومرض الشلل الرعاش (باركنسون) وبدا له أن الدوبامين يلعب دوراً كبيراً في تدريب القشرة الداخلية الطوقية على التعرف على التوقيت المناسب الذي يتعين عليها فيه إرسال إشارة تحذير مبكر. ومع هذه التأكيدات التي جاءت نتيجة بحوث علمية مستندة إلى تشريح للدماغ،لا يزال الجدل مستمراً حول إضافة حاسة سادسة إلى حواس الإنسان. |
|