تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحل يتولد من رحم الصمود السوري

حدث وتعليق
الأربعاء12-8-2015
ناصر منذر

تتجه أنظار السوريين اليوم إلى ما ستؤول إليه نتائج الاجتماعات واللقاءات والاتصالات الدولية والإقليمية المكثفة لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية،

ولاسيما أن توافقاً دولياً حول ضرورة الإسراع بالحل بدأ يفرض نفسه بقوة أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما فرضته الكثير من المتغيرات، وفي مقدمتها الإدراك المتأخر للدول الداعمة للإرهاب من خطره المرتد.‏

صمود الشعب السوري ، وإنجازات جيشه في الميدان ضد الإرهاب الوهابي التكفيري، كان لهما الأثر البالغ في جعل أقطاب المنظومة العدوانية وعلى رأسها الولايات المتحدة تراجع مواقفها ، وتعيد حساباتها، بعد أن أيقنت فشل مشروعها في سورية، وأدركت أن الاستمرار في إطالة أمد الأزمة أكثر بات يهدد المنطقة برمتها، ويزعزع الأمن والاستقرار في العالم.‏

جنوح الدول الداعمة للإرهاب نحو الحل السياسي، جاء أيضا بعد أن وجدت تلك الدول من ينزلها عن سلم المكابرة والعناد، بما يحفظ ما تبقى من ماء وجهها، فكانت المبادرة الروسية حول إنشاء تحالف إقليمي فعال بمشاركة سورية لمحاربة الإرهاب، بمثابة العكاز التي تتكئ عليه لإبعاد خطر الإرهاب المرتد، كذلك فإن الاتفاق النووي مع إيران، والذي أثبت أن الحوار وحده يفضي إلى الحلول السلمية بعيدا عن لغة التهديد والوعيد، شجع بدوره بعض الأطراف الدولية الرافضة لإنهاء الأزمة، القبول بضرورة العمل الجاد لإيجاد الحل السياسي كخيار أوحد للخروج من الأزمة.‏

صحيح أن بعض الأطراف أمثال نظامي آل سعود وأردوغان تصر على التشبث بمواقفها الداعمة للإرهاب، لعدم قدرتها على فهم المتغيرات الدولية الحاصلة، ولكنها ستنصاع في النهاية لأوامر مشغليها في أميركا والغرب، فهما بالنهاية مجرد أدوات تنتهي صلاحيتها بمجرد انتهاء الدور المنوط بها.‏

وفي ظل هذا الحراك الدولي المتواصل، نستطيع القول إن سورية بدأت تحصد ثمار صمودها بوجه الإرهاب، تماما كما يعمل حلفاؤها في البناء على هذا الصمود لتعزير قوة محور المقاومة، ورسم الخطوط العريضة لمستقبل شعوب المنطقة بما يتوافق مع رغباتها وتطلعاتها، وفي المقابل فإن منظومة العدوان بدأت تعترف بهزيمتها، وتقر بأن سورية كانت ولا زالت تشكل الرقم الأصعب في المعادلات الإقليمية والدولية، باعتبارها مفتاح السلام في المنطقة والعالم، ومن يحاول زعزعة استقرارها فسيكون في النهاية عرضة للهزات الارتدادية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية