تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اليــافعون .. الفئة الأكثر تفاعلاً مع المحيط

مجتــمـــــع
السبت 8-10-2011
ابتسام هيفا

يمكن وصف عملية التنشئة الاجتماعية بأنها العملية التي تتشكل فيها معايير الفرد ومهاراته ودوافعه واتجاهاته وسلوكه لكي تتوافق مع تلك التي يعتبرها المجتمع مرغوبة ومستحسنة لدوره الراهن أو المستقبل في المجتمع.

وهي عملية تعليم وتعلم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف الى اكتساب الفرد سلوك ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية.‏

والوعي لدى اليافعين هو عملية تشكيل السلوك الاجتماعي للفرد وهي عملية إدخال ثقافة المجتمع في بناء الشخصية.. وفي خضم الأزمة التي مرت على سورية كانت عقول الشباب السوري في حالة تأهب ويقظة لأي محاولة غادرة، وكل أبناء الوطن صغيرهم وكبيرهم تحولوا إلى أفراد يملكون الوعي بحجم المؤامرة التي تتعرض لها البلاد.‏

وهنا نتساءل كيف تشكل هذا الوعي الاجتماعي ومن المسؤول عنه، وكيف نستثمره بطرق إيجابية وخاصة لدى فئة اليافعين الذين نقلق عليهم من التغرير بهم ، والذين يحارون في اتخاذ المواقف وتبني القرارات والتوجهات.‏

وعن تشكيل الوعي لدى اليافعين يقول الأستاذ نبيل صافية عضو الجمعية السورية للعلوم النفسية والتربوية .. عضو مشارك مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم..‏

تعتبر فئة اليافعين الفئة العمرية الأكثر تفاعلاً مع المحيط الخارجي لهم سواء السياسي أم الاقتصادي أم الثقافي ، وهم عنصر التجديد في أي مجتمع، وهم قوة خلاقة مبدعة تزيد من قوة المجتمع وتماسكه بما تجسده من مفاهيم ومعتقدات وآراء ورؤى مختلفة .. فقد تكون تلك الآراء متباينة أو متجانسة ، وهذا ما يتجلى في سلوك الشباب نتيجة اعتناقهم للمفاهيم والآراء التي يرغبون بتحقيقها في مجتمعهم، ولذلك لا بد أن يكتسب الشباب وعياً إيديولوجياً وسياسياً واضحاً من وسائل الإعلام أو التربية، لأن التربية أو وسائل الإعلام تمثل فلسفة المجتمع وتجسدها بما تحمله من آراء ومفاهيم يكتسبها المرء عبر تلقيه المعرفة والعلوم أو القراءة.. ولا يغيب عن الأذهان حاليا أن وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة تؤثر في تكوين اتجاهات الشباب، ومن هنا عندما يمتلك جيل الشباب وعيا ثقافيا أو سياسيا أو اجتماعيا يمكنه أن يميز بين الخطأ والصواب، بين ما هو مفيد ومجد وبين ما هو مؤذ وغير مفيد أو ضار..‏

ـ تأثير وسائل الإعلام..‏

لا يمكن الفصل بين وسائل الإعلام والوعي لدى الشباب، فهناك علاقة وثيقة بينهما نتيجة تلك الوسائل من وقائع ومشكلات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية يتأثر الشباب بها فينشأ لديهم إدراك سياسي يتجسد عبر سلوك اجتماعي سياسي يقوم به الشباب في مجتمعهم.. وهنا لا بد من قيام وسائل الإعلام المحلية باستثمار خبرات الشباب من خلال إجراء بحوث ميدانية يتم التعرف من خلالها إلى هموم الشباب وتطلعاتهم وإيجاد قنوات تواصل ثقافية بإشراف الدولة وتقديم البرامج الثقافية والتربوية التي تؤدي إلى إشباع حاجات الشباب الأساسية كي ينشأ في مجتمع يعمل من أجل خدمته وتحقيق تطلعاته بما يخدم مصلحة وطنه وأمته.. وهذا الأمر لا يمكن أن ينشأ إلا إذا تضافرت الجهود بين مختلف مؤسسات الدولة الثقافية والاجتماعية والسياسية والتربوية بما يمهد لتحقيق وعي موحد لدى تلك الفئة العمرية كي تعي واقعها ومحيطها الذي تنشأ فيه وتعمل من أجل بناء مجتمعها بعيداً عن التناحر والاختلاف والمشاحنة وخلق شعور بالثقة لديهم، ما يؤدي إلى وجود ثقة بين اليافعين ومؤسسات الدولة وخلق شعور إيجابي تجاه الوطن وحبه دون أن يكونوا اتكاليين أو سلبيين في تعاملهم مع محيطهم كونهم الفئة الأكثر قدرة في الحفاظ على سلامة الوطن والارتقاء به نحو مزيد من التطور والازدهار.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية