تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ضغوط العمل.. مقبرة السعادة

مرايا اجتماعية
السبت 8-10-2011
ثورة زينية

مع تسارع عجلة الحياة وتزايد الضغوط اليومية تتزايد المشكلات بين الازواج ويتهم الكثيرون ساعات العمل الطويلة بتخريب حياته، ناهيك عن الشكوى من الإرهاق الجسدي

الذي يسببه له عمله، والضغط النفسي.فهل تحول العمل إلى شمّاعة، الكل يعلّقون عليها شكاواهم وفشلهم في إقامة علاقات زوجية ناجحة؟‏

تقول سماح :أنا وزوجي موظفان ونكاد لا نرى بعضنا سوى في ساعات الليل حتى اننا أجّلنا مشروع إنجاب طفلنا الاول الى اجل غير مسمى نتيجة انشغالنا بالعمل والارهاق الجسدي والنفسي الذي يسببه لنا. أماجمال فيرى ان ساعات العمل الطويلة تجعله عصبيا، الأمرا لذي ينعكس سلبا على طريقة تعامله مع زوجته واولاده في أغلب الاحيان.‏

فيما يؤكد سليم أن التنظيم وترتيب الاولويات والمواعيد كفيل بتجنب العديد من الإشكالات والعثرات التي يعانيها كل من الرجل والمرأة العاملين على حد سواء.‏

- لانهيار العلاقات الزوجية بسبب ضغوط العمل، لافتاً إلى أن «ظروف الحياة والغلاء الفاحش الذي نعيشه، باتت من الأمور القاهرة التي تفرض على الرجل والمرأة على حد سواء، الارتهان للعمل وضغوطه مهما تكن، لتحصيل لقمة العيش وتأمين حياة كريمة لهما ولأسرتهما».‏

أظهرت دراسة سويدية أن الحياة الزوجية السعيدة والمتوازنة تخفف من تأثير ضغط العمل على الصحة.‏

وأوضحت الباحثة آن كريستين اندرس ارنتن من جامعة جوتبرج، أن الحياة الزوجية السعيدة تخفف من التأثيرات السلبية لهذا النوع من الضغط على صحتنا، لكن إذا كانت العلاقة لا تسير على ما يرام فإن التأثيرات السلبية على العكس تزداد.‏

وأظهرت الدراسة التي شملت 900 رجل وامرأة، ان النساء اللاتي هن في علاقة صعبة يصبن أكثر بالضيق النفسي والضغط والأرق مقارنة بالنساء اللاتي لديهن علاقة زوجية سعيدة، في المقابل فإن الرجال الذين يصفون علاقتهم مع الشريكة على أنها متوسطة هم الأكثر عرضة للإصابة بالاحباط والضيق النفسي وردود فعل اخرى مثل الضغط النفسي مقارنة بالرجال الذين يصفون علاقتهم الغرامية أنها سيئة أو جيدة.‏

وأوضحت اندرس ارنتن أن الرجال الذين لديهم علاقة عاطفية متوسطة يبذلون جهوداً كبيرة لجعلها أفضل، وإذا كانت على العكس سيئة فيتم الاكتفاء بملاحظة ذلك والتوصل إلى استنتاج أنه لا يمكن القيام بأي شيء.‏

يذكر أن الشخص الذين يعاني من الضغط النفسي يتكيف مع التبدلات الحاصلة أن تصل إلى درجة من الاختلال تجعل القبول بالواقع يتطلب جهوداً كبيرة.‏

يجيب اختصاصي الطب النفسي الدكتور ربيع مزيد أن مشكلة الضغط النفسي الناتج من ضغط العمل يعاني منها آلاف الأشخاص، وقد تؤدي إلى حدوث اكتئاب أو توتر عصبي شديد، أو الشعور بالتعب العام، ويرجع السبب فى تلك المشكلة، إلى عدم تنظيم الوقت واليوم بشكل جيد،ويفقد الإنسان تركيزه على المدى البعيد، وتقل كفاءته وقدرته على العطاء، لذا يجب أن يأخذ الإنسان قسطا من الراحة، ويحدد مواعيد محددة للنوم، وأن «أغلبية المشكلات الزوجية، هي بسبب ضغوط العمل المتواصلة التي تستنزف الإنسان، إضافة إلى زحمة الطرقات الخانقة، المكمّلة لرحلة العذاب اليومي، وهذا ما يؤدّي إلى انفجار نفسي مشحون ببارود فقدان الصبر طيلة النهار عندما يلتقيان في المساء». ويرى أن «مشكلات الزوجين تكبر حين تكون الزوجة امرأة عاملة أيضاً، أي أنها تعود إلى منزلها تعبة مثل زوجها تماماً، وتعجز في كثير من الأحيان عن تحضير الطعام له ما يؤدي إلى شرخ في تركيبة الاهتمام المتبادل بين الزوجين». فضغط العمل يفسد السعادة الزوجية، ولاسيّما إذا كان الشريكان يعملان، ولا يتسنّى لهما الاستمتاع بالحياة الزوجية»، و «ضغوط العمل الشديدة على الزوج بالتحديد، لها التأثير ذاته في المرأة، سواء أكانت تعمل أم لا تعمل، ما يعطّل الوظيفة الحقيقية للرجل والمرأة على حدٍّ سواء، وليس بعيداً أن يهدد ذلك الأسرة بالكامل، لأن غياب الأب أو الأم عن الأولاد والانصراف عن تربيتهم، ذلك يجعل توازنهم يهتز بشكل كبير».و «الرجل والمرأة يتأثران بشكل متساو، إلاّ أنه يكفي الرجل بطبيعته أن يمارس العلاقة الزوجية ليرتاح من ضغوطه، الأمر الذي لا يجدي مع المرأة التي تكون مرهقة جسدياً ومحرومة من عطف وحنان الزوج، فتمرض نفسياً وجسدياً،ولابدللشريكين من انتهاز كل فرصة متاحة للابتعاد عن الروتين اليومي وعن الواجبات الثابتة، من خلال الخروج معاً، أو قضاء الإجازات القصيرة والطويلة،.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية