تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى من يهمه الأمر... «لخبطـــــة»

ثقافة
السبت 8-10-2011
يوسف المحمود

أنا لو لم ألخبط بمسلسل «أسعد الوراق»، كتابة صدقي اسماعيل، تمثيل- هاني الروماني، بمسلسل لاأدري كيف طلع معي؟

ربما من مسموعاتي المبدئية المتداولة، أو قراءاتي الأولية بعنوان «عصاة صدقي إسماعيل» - تمثيل أبو صياح؟ ماكنت لأتأكد أن الكتابة من قلب أنطاكية، في فترة المفاوضات، التي أقحمت فيها فرنسا سورية، سنة 1936، وانقلبت عليها، سنة 1939 حيث رجع الوفد السوري عن طريق من جهة تركيا، بما يعني أن سورية وقعت خالصة للاستعمار الفرنسي، كأول مادخلها الجنرال ألنبي، سنة 1919 داخلاً من فلسطين، وليس بالجيش العربي بقيادة لورانس العرب المكذوب، الذي دخل، حبكاً للمؤامرة بعد دخول قوات الجنرال ألنبي البريطاني!.‏

وتلك اللخبطة لاتشفع لي، بعد قراءة موقع أنطاكية التاريخي الموثق، في سورية «يس» بأن الأمور كانت كذلك ملخبطة بل كانت واضحة كمشاهدة، بالنسبة لي ولكل جيلي، بمجيء الشيخ محمود السعد، أو الشيخ محمود الترسوسي، إلى بيت عمه في الضيعة، إثر تطبيق سقف بيته بحيطانه الأربعة في ترسوس، على أولاده وأمهم كما أخذ يحكي أنه كان، خارج بيته، عند أقرباء آخرين أو أصحاب له، في جهة أخرى من ترسوس حيث حبسه المطر، ثلاثة أيام وليال، لاينقطع له خيط!.‏

وإذ طابت الدّني واستطابت، ولم يبقَ للضيف حجة، كما كانوا يقولون، في مثل أحوال تلك الأيام الشاتية! فقد قام، لم تعد تحمله ناره، بالقوة عن مضيفيه لايبصر الطريق من السيل، فما راعه، إلا أهل الضيعة يلاقونه في الطريق يحولونه إلى جانبه، يقولون «سلامة رأسك! لقد نبشنا أربعة الأولاد، ودفناهم أولاً بأول ونحن بانتظار أن تنبش الأم والابنة، من بين الحيطان وتحت السقف لندفنهما كالأولين أمر الله ماذا بيدنا؟ سلامة رأسك!.‏

وإذا أخذوا يكسرون بوجهه يواسونه ويصبرونه حتى فرغوا من أمر الابنة، وأمها حسب الأصول قالوا له: تفضل كل ترسوس بيتك، وأهلها جميعاً أهلك أو إذا أردت حتى تنشف الأرض فنرفع لك سقف بيتك على حيطانه!.‏

فاستكثر بخيرهم تمنى لهم بالسلامة في كل مايملكون وما يحوزون وقال: لا والله! لن أكون جاراً حياً، لمقبرة عائلتي جميعاً في ترسوس كفاكم وكفاني أنا رائح عند أولاد عمّي، في بلاد صافيتي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية