تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية والفيتو والمســـتقبل

السبت 8-10-2011
أحمد ضوا

فتح الفيتو المزدوج الروسي والصيني على مشروع القرار الغربي ضد سورية الباب على مصراعيه أمام مرحلة جديدة في عمل الأمم المتحدة وأجهزتها وخاصة مجلس الأمن

الذراع الطولى للقوى الكبرى في الساحة الدولية وكذلك الأمر اعاد الأمل بعودة التوازن الى الساحة الدولية بعد نحو ثلاثة عقود من الهيمنة الأميركية والغربية على مؤسسات منظمة الأمم المتحدة والقرار الدولي.‏

بالتأكيد لم تلجأ موسكو وبكين الى استخدام الفيتو لمجرد القول فقط إننا موجودون بل لحماية السلم والأمن الدوليين ومنع أميركا والناتو من شن عدوان عسكري على سورية.‏

ويأتي قول الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف أمس أمام مجلس الأمن القومي الروسي ان مشروع القرار الأوروبي حول سورية الذي أحبطته بلاده والصين كان يجيز استخدام السلاح ضد سورية ليؤكد النيات الخبيثة والشريرة التي كانت تضمرها الولايات المتحدة والدول الاوروبية التي طرحت القرار في مجلس الأمن ضد سورية والمنطقة والأمن والاستقرار في العالم.‏

وتوضح الخيبة التي أصيبت بها المندوبة الاميركية في المجلس والى جانبها بريطانيا وفرنسا اصحاب التاريخ الاستعماري السيىء الصيت ما كنت تخطط له تلك القوى والذي لا ينفصل عما يحدث في المنطقة.‏

ان الفيتو الروسي الصيني الذي أعاد الى الأذهان حقبة القطبين لم يصب الادارة الاميركية وذيولها الاوروبيين بالاحباط فحسب بل دق مسمارا من النوع الضخم في سفينة المستعمرين الجدد وما هو الا مقدمة لمرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بين قوتين تضررت مصالحهما كثيرا جراء السياسة الاميركية والغربية في العالم ولم يعد بمقدورهما الصمت او السكوت أملا بأن تغير هذه القوى الاستعمارية من سياساتها وتعاطيها مع الاحداث والتطورات في العالم وكان الدرس الليبي بالغ التأثير والاذى لها ولمنظمة الأمم المتحدة التي تحولت في العقدين الماضيين الى أداة بيد الولايات المتحدة.‏

وسورية مركز للتأثير في المنطقة وسط العالم والتي كانت محركا للفيتو والتغيير بكونها كانت ولا تزال في قلب الاستهداف الاميركي الاوروبي دورها اساسي في بداية عهد جديد على المستوى العالمي تأمل الكثير من دول العالم شرقا وغربا وجنوبا وشمالا أن يأخذ أبعاده الكاملة ويسهم بأحداث تبدل كبير في رؤية الغرب والولايات المتحدة لمستقبل العالم القائم القائمة على الهيمنة والقوة الى التعاون والتعاضد والسلام والاستقرار.‏

ان تداعيات الفيتو الروسي الصيني لم تأخذ مفاعيلها بعد على مستوى الجبهات المشتركة في العالم وتنبئ بمرحلة جديدة تعود فيها الحياة الى التوازن الدولي والنجاح في تحقيق انجاز مهم في هذا الشأن يتوقف على مساهمة الدول المتضررة والحريصة على الأمن والسلم الدوليين في رسم هذه المرحلة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية