تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جاءا من مصر وشهدا مايجري بأم العين وأكدا أن الاعلام ضلل الرأي العام.. العشري وأسعد للثورة: الضغوط على سورية هدفها إسقاط المقاومة

الثورة
أخبار
السبت 8-10-2011
منهل ابراهيم

زارا سورية وشاهدا بأم العين حجم التضليل الاعلامي الذي تمارسه بعض القنوات الغربية ومن لحقت بركابها من القنوات العربية التي امتهنت تزييف الحقائق وقلب الوقائع..

فاروق العشري أمين عام التثقيف في الحزب الناصري نائب رئيس المؤتمر الناصري العام والكاتب السياسي جمال اسعد جاءا من مصر العروبة للوقوف الى جانب سورية في ازمتها التي سعى الغرب بقيادة الولايات المتحدة الاميركية الى تأجيجها واشاعة الفوضى والدفع بالامور نحو المزيد من التأزم خدمة للمخططات الصهيونية الاميركية في المنطقة.‏

فقد قال فاروق العشري في لقاء مع «الثورة» ان سورية تواجه ازمة متشعبة ويلعب الاعلام الغربي دور المضلل للرأي العام العالمي وكذلك بعض الاعلام العربي انساق وراءه في هذا المسلك وأخذ يلعب دور المحرض على الفوضى كي يدفع الامور باتجاه تنفيذ المخططات الصهيونية الاميركية الامبريالية المتشابكة تحت دوافع سياسية.‏

واكد العشري ان الضغط على سورية بشروط اميركية صهيونية كمساومة لاسقاطها حتى تتحقق اهداف المخطط الاستعماري المطروح للمنطقة تحت مسمى الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا الذي يستهدف فرض الهيمنة الامبريالية الصهيونية على مجموعة الاقطار العربية والبلدان الاسلامية.‏

وأوضح العشري ان الشروط الاميركية التي تطرحها الادارة الاميركية منذ فترة طويلة وتحاول فرضها على سورية تتعلق بظروف فك الارتباط السوري مع ايران والمقاومة في فلسطين ولبنان وكذلك مطالبة سورية بدعم تواجد القوات الاميركية في العراق... والهدف الثالث هو فرض السلام مع اسرائيل وفقاً لشروط اميركية اسرائيلية وهذا ما رفضته سورية قيادة وشعبا.‏

وأشار العشري الى ان هدف الضغط على سورية وتأجيج الازمة فيها هو تقسيمها الى دويلات تنفيذاً لمخطط استعماري لاعادة رسم خرائط المنطقة والتفتيت لعدد كبير من الدول العربية لخلق الشرق الاوسط الجديد الذي تفتقد فيه الهوية العربية ويتمكن الكيان الصهيوني من قيادة المنطقة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.‏

ولفت العشري إلى أن الغرب الاستعماري يسعى لتفتيت المنطقة وتقسيمها وفقاً لعدد كبير من الدول العربية التي طرحوها لهذا التفكك والتي يأتي في مقدمتها لبنان في المرتبة 28 ثم اليمن وسورية وليبيا إلى أن يصلوا إلى مصر في الترتيب 36 وفقاً للتصنيف الذي أعدته الإدارة الأميركية عن (الدول الفاشلة) والتي نشرتها مجلة فورن بوليس بالتعاون مع صندوق السلام الأميركي والتي حددت 60 دولة لهذا التفكك والمقصود من المخطط الأميركي هو الدعوة لإعادة ترسيم الخرائط السياسية في المنطقة والتي كان قد أعلنها تيار المحافظين الجدد برئاسة بوش في 2004 وهذا ما يترتب عليه إعادة ترسيم الخرائط السياسية في الشرق الأوسط تكراراً لما سبق تقسيمه في الوطن العربي في عقود سابقة على أيدي البريطانيين والفرنسيين في اتفاقية سايكس بيكو عام 1916.‏

وقال العشري ان الغرب استغل مطالب الشعوب السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المنطقة العربية، مشيراً الى ان سورية تبنت النهج الاصلاحي والتعدد الحزبي وهذا ماأزعج الادارة الاميركية والقوى الصهيونية التي لا تريد بأي حال ان تتاح فرصة لسورية لتحقيق الاصلاحات والمطالب الشعبية.‏

وأكد العشري اثناء جولته في ارجاء دمشق وريفها والمناطق الشعبية أنه لم ير أي تواجد للجيش وما يشاع عنه من أخبار في الفضائيات حيث يقبل الناس على حركة البيع والشراء والتنزه والسهر والدراسة منتظمة في المدارس والجامعات ولا يوجد اي مظهر من مظاهر القلق الشعبي بين الجماهير، مما يشير الى ان هذه الازمة في انحسار وسوف تمر بفضل وعي الشعب وإدراك ابعاد الخطر الجسيم الذي يهدد سورية.‏

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي جمال أسعد أن العالم العربي يعيش فيما يسمى (الربيع العربي) وضمن متغيرات وأحداث تفرض علينا الرصد والتحليل.‏

وتابع أسعد.. إذا كانت ثورات مصر وتونس نتيجة لفساد وتجبر السلطة وانفصالها عن الجماهير وفقدانها لأي مصداقية جماهيرية وسياسية مما يجعلنا نسأل ما هو موقف أميركا من هذه الأحداث حيث هناك مصالح استراتيجية لأميركا والصهيونية ممثلة في اسرائيل، فهل يعقل أن تسلم أميركا للأحداث وتضيع مصالحها.. بالتأكيد لا، وإذا كانت هذه الثورات قد حدثت لوجود تناقضات ومشاكل داخلية فمن المعروف أن أميركا ترصد هذه التناقضات وتقوم باختراق الدول بأساليبها وخداعها وكذبها.‏

وقال أسعد: نضرب لهذا مثلاً تردد أوباما في بداية ثورات مصر وتونس في التأييد والرفض على مدار الساعة وبعد سقوط الأنظمة بدأت المزايدة والمبالغة في التأييد حفاظاً على مصالحه وهذا لا يعني على الإطلاق بأن أميركا تعنيها ثورات أو إصلاح أو ما شابه.. وهنا يدور السؤال التالي المحوري لماذا بعد مرور هذه المدة على سقوط الأنظمة في مصر وتونس تفلت الأمور من صانعي الثورة وتحدث تناقضات وفلتان أمني وفوضى فهل هذا مقصود وطبيعي.‏

وأكد أسعد أن الهدف الرئيسي من كل ذلك إحداث الفوضى لتحقيق المصالح الاستراتيجية للدول الاستعمارية.‏

وأشار أسعد إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ترصد التناقضات والمشاكل الداخلية وتقوم باختراق المجتمعات عن طريق عملائها في الداخل والخارج.. مؤكداً أن أميركا لا يعنيها أي إصلاح أو تغيير وإنما هدفها الرئيسي هو إحداث الفوضى التي يزعمون أنها خلاقة وأنها تفكيك ثم إعادة البناء على الطريقة الأميركية وأوضح أسعد أنه بعد حدوث التفكيك السهل لا أحد يملك البناء فما زال البناء غير قائم في تونس ومصر. وأكد أسعد أن حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يتم بالتدخل الخارجي على الإطلاق وإنما يتم بأيدي وطنية وإلا تحولت الأمور إلى إعادة السيناريو الذي تم في العراق.‏

وقال أسعد إذا نظرنا إلى مجمل الصورة فالعراق مفكك والسودان مقسم والفوضى في أرجاء كثيرة من الوطن العربي إذاً فمن الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى سورية باعتبارها الدولة الوحيدة التي ما زالت قابضة على جمر الوحدة والقومية والعروبة وما زال الصراع بين سورية وإسرائيل مستمراً باحتلال الجولان فمن الطبيعي لإثارة الفوضى في العالم العربي والقضاء على المقاومة أن تختلق الفوضى حتى يسقط البناء المقاوم في سورية وتسقط معه المقاومة وكل ذلك يصب في مصلحة أميركا وإسرائيل وهذا سبب عدم إعطاء سورية الفرصة لتطبيق الإصلاحات.‏

وأشار أسعد إلى أن المخطط الأميركي وعملاءه يستعملون الميديا الإعلامية بطريقة منحازة ومبالغ فيها بعيداً عن المهنية بشكل مطلق وهذا ما جعلنا نزور سورية ونتعرف على الواقع ونتأكد من المخطط الأميركي الذي يحاك في المنطقة ووجدنا مبالغات في تصوير ما يحدث في سورية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية