تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قصـــــة زينــــب

الافتتــاحية
السبت 8-10-2011
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

لم تنتهِ فصولها بعد.. لم تغلق الستائر.. ولايزال هناك من يرمي حجره في رماد مندثر ليثيره في وجه ريح عبثية لاتريد أن توقف هيجانها.. ولاترغب في الاعتراف بأنها وصلت إلى نهاية المطاف وفشلت في مقاومة الاندثار والتلاشي.

تصلح القصة لتكون عنواناً لتراجيديا الموقف.. كما تصح لتكون واحدة من الملفات التي تجمع خيوط المؤامرة، وربما تكثفها في كل التفاصيل التي مرت.‏

كانت شعاراً.. وكانت توطئة.. وباتت قصة لمن لم يسمع بمايجري من امعان في جر الأحداث إلى هذا الدرك.. وإلى تلك المجابهة الوضيعة في رسم الخيارات التي لم تنتهِ بعد.‏

لم تكن الأولى وليست الأخيرة وحين تم تداولها.. كانت اللعبة تنحدر، وحين انكشفت كان انحدارها يتضاعف.. يوصل المشهد برمته إلى حبكة درامية يصعب على عاقل تخيلها.‏

الجميع توقف عند الحدث.. زينب حية ترزق.. بعد أن أماتتها الفضائيات وتبنتها المنظمات وحملتها حقائب الدبلوماسيين والسياسيين، وتوقفت عندها التقارير، وشحذ الحقوقيون والنشطاء بمختلف مقاييسهم وتتابع مستوياتهم هممهم واستنفر قادة النظام العالمي لتسويق المشهد، وحتى أن البعض منهم لم يتردد في التباكي على الأشلاء المزعومة..‏

مؤلم للضمير الإنساني ألا تهز فيهم المفارقة أي احساس بالخيبة أو بالخجل مما فعلوه ومما اقترفوه زوراً وبهتاناً.. وألا تحدث ذلك الانقلاب في حدث بدت خيوطه تلون بتلافيفها مواضع المأساة في المشهد الدولي.. حيث اللعبة يراد لها أن تستمر، وأن تبقى إذ لامكان للحقيقة ولا دور لها.. ولا هي مطلوبة.. كما أنها ليست مرغوبة لأنها لاتخدم الأجندات ولاترجح كفة رغباتهم الدفينة.‏

لم تحدث الصدمة فيهم ماكان يفترض أن تحدث.. ولم يغير انكشاف الأضاليل والفبركة في معالمهم ولا في توجهاتهم.. لم تستدع حتى التعليق.. ولا الإشارة إلى الاعتذار الذي أعلنته منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس رغم أن الاعتذار ليس لنا ولا نقبله.. لكن مشاهديهم ومتابعيهم الذين يدعون الحرص عليهم باتوا يتململون من كذبهم.. من استهتارهم بذاكرتهم.. فاعتذارهم لاننتظره.. ولانريده.. والدم السوري الذي يراق وهم شركاء في العدوان عليه ليس موضع نقاش ولا هو للمقايضة أو الاعتذار.‏

رهانهم على الكذب يورطهم أكثر.. وتورطهم في المؤامرة يجرهم إلى أبعد مما هو مطلوب منهم.‏

حقيقة لايرقى إليها الشك وكان التعامل مع قصة زينب شاهد اثبات جديداً، وإن جاء بمعيار مختلف.‏

مؤسف فعلاً أن تكون الفبركة وثيقة تأخذ بها منظمات وجمعيات وسياسيون، فيما القصة التي ترويها صاحبتها تحتاج إلى اثبات.. ومؤسف أن تكون الحقيقة بحاجة للتريث والاستدراك فيما الكذب والفبركة تؤخذ كدليل لايناقش؟!!.‏

نحن على الأقل لم نتفاجأ بردة فعلهم لأننا موقنون منذ البداية أنهم كاذبون.. والكاذب لم يضف شيئاً إلى رصيده حين ينكشف كذبه.. وأنهم مأمورون كان من الطبيعي أن ينساقوا حيث يؤتمروا.. وأنهم متورطون.. والمتورط ينتظر موعد التوبة.. وموعدها على مايبدو لم يحن بعد..‏

لكن هي أسئلة برسم حقوق الإنسان التي استمعت أمس لتقرير سورية الدوري وفيه من التفاصيل ما يكفي.. من شواهد وأدلة على مانتعرض له من انتهاك في حقوقنا.. من عدوان على حياتنا.. من تآمر على وجودنا.. على عيشنا..على سورية والسوريين.‏

وهي أيضاً صرخة أخرى.. علَّ ضمير المنظمات الدولية المهووسة بالبحث عن مقاطع فبركة.. يصحو.. يصحح اتجاهه.. وعلَّها تعدل في آليات قرائنها وأدلتها.‏

أو لنقل علّها تكون بداية تغيير بعد أن افتتحها مجلس الأمن، فهل تنسحب على باقي مؤسسات المنظمة الدولية، ولو كان بالعدوى السياسية؟!‏

a-k-67@maktoob.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية