تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سباق التسلح العالمي.. إلى أين ?!

ترجمة
الأحد 8/6/2008
ترجمة :خديجة القصاب

على غرار التصعيد الذي تشهده حملات المرشحين إلى البيت الأبيض تستعر حمى سباق التسلح في أنحاء العالم لتتعرض خلاله شرائح من المدنيين والأطفال لعمليات إبادة وتشويه جسدي بشكل يومي ممنهج بواسطة قنابل عنقودية وألغام أرضية مزروعة هنا وهناك,

إذ لا تزال هناك آلاف الصواريخ ذات الرؤوس النووية الجاهزة للانطلاق من قواعدها عند سماع أية صفارة إنذار , وقد استلت الولايات المتحدة الأميركية سيفها بيد للتلويح به في وجه إيران وذريعتها امتلاك تلك الأخيرة لأسلحة الدمار الشامل النووية في حين عمدت باليد الأخرى إلى تقديم اليورانيوم المخصب لبعض الدول في المنطقة, وكان »دوغلاس فيث« مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق »دونالد رامسفيلد« أبرز مخططي تلك الحرب قد توقع انصراف إدارة البيت الأبيض لإعادة كتابة تاريخ الحرب الأميركية على العراق والقرارات التي وقفت وراء اندلاعها وذلك مع دخول تلك الحرب اليوم عامها السادس.‏

تقول كاتبة هذا المقال» إيمي غودمان« في مقابلة أجرتها مع هانز بليكس كبير مفتشي الأسلحة في الأمم المتحدة من خلال توجيهها سؤالاً خاصاً بتعليقات »فيث« أجاب »بليكس«: إذا ما تطلعنا إلى الوراء ومع مرور خمس سنوات على حرب العراق يمكننا الإقرار أنه ليس ثمة أمر مستحيل بالنسبة لتلك الاتهامات وأعتقد أنه لو استمرينا شهرين إضافيين في العراق أي بإطالة المدة التي حددتها لنا الإدارة الأميركية لكانت الفرصة متاحة أمامنا لإثبات عدم امتلاك العراق لتلك الأسلحة, ويضيف بليكس الوضع العالمي الراهن شبيه بمرحلة »السلام البارد« لأنه من الصعوبة بمكان تجنب الانطباع القائل بأنه بعد مضي عشرين عاماً على نهاية الحرب الباردة ما زالت الحسابات العسكرية تهيمن على أنماط التفكير البعيد المدى.‏

كل ذلك يؤكد على أن الحلول العسكرية التي يطرحها أقطاب الإدارة الأميركية من وجهة نظر بليكس ليست سوى للصراعات والحروب في أنحاء متفرقة من العالم, هذا وكانت إدارة بوش التي كشفت عن طبيعتها المنافقة قد تعهدت بتزويد عدد من الدول العربية في منطقة الشرق الأوسط بيورانيوم مخصب مقابل قيام تلك الأخيرة بتخفيض أسعار البترول مع دفع أحد الناشطين في حركة السلم ويدعى »هارفي ويزرمان« والمناوئين لاستخدام الأسلحة النووية للتصريح إن مبادرة الولايات المتحدة منح تلك الدول العربية اليورانيوم المخصب في حين تهدد واشنطن بشن حرب على إيران لقيامها بتخصيب اليورانيوم يثير الدهشة والاستغراب.‏

وقد سألت الكاتبة »بليكس« حول أهم ما يتوجب أن تقوم به الولايات المتحدة لدعم السلام العالمي فأجابها أن توقع واشنطن على اتفاقية حظر إجراء تجارب نووية شاملة ما يشجع الهند لتحذو حذوها, ومن ثم الباكستان مما سيجعل المعاهدة تدخل حيز التطبيق وهو أمر رفضته إدارة بوش حتى الآن, فالأسلحة النووية ليست الأسلحة الوحيدة للدمار الشامل لأن هناك القنابل العنقودية.‏

وقد أشار مؤتمر دبلن الذي عقد أواخر أيار الماضي في إيرلندا إلى دورها المشؤوم في الحروب وضرورة حظر استخدامها مع العلم أن الولايات المتحدة تحتل طليعة المنتجين الرواد في هذه الصناعة وقد تغيب مندوبها عن حضور هذا المؤتمر.‏

أما إسرائيل وقد شرعت استخدام القنابل العنقودية المحرمة زاعمة أنها لم تنتهك القانون الدولي الإنساني عندما أمطرت جنوب لبنان في الساعات الأخيرة من عدوانها بأكثر من مليون قنبلة عنقودية مع العلم أنه تم تقديم عدة تقارير للكونغرس عام 2007 تؤكد خرق القوات الإسرائيلية لاتفاقية عقدتها تل أبيب مع واشنطن بهذا الشأن ضاربة عرض الحائط باطلاق القنابل العنقودية الأميركية فوق أراضي جنوب لبنان خلال عدوانها في تموز .2006‏

وكان الأجدر بحملات الرئاسة الأميركية التركيز على الحد من سباق التسلح هذا بدلاً من الاهتمام بسباق الأحصنة وجعجعة الوصول إلى البيت الأبيض بالوسائل كافة.‏

2008/6/2‏

عن موقع الانترنت‏

common dreams‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية