|
ترجمة وقد وافقت السعودية على زيادة الإنتاج ببضعة مئات الآلاف من البراميل يومياً.وهذا بالتأكيد نقطة في البترول السعودي,ناهيك عن إنتاج الطاقة العالمي,ولهذا ليس من العجب ألا يكون لهذا أي تأثير. السيد بوش,وهو رجل نفط يدرك جيداً أن جهوده التي بذلها في السعودية هي إيماءة سياسية أكثر من كونها مبادرة سياسية ذات معنى,فالارتفاع الحرون لأسعار النفط قد بدأ بخلق شيء أشبه بالذعر في أمريكا . والجمهوريون,المبتلون أصلاً بالاقتصاد الضعيف وبحرب العراق الصعبة,هم الآن أهداف ملائمة للازدراء,هذه الجلبة التي أحدثتها أسعار النفط لعبت دوراً هاماً في حملة هيلاري كلينتون الانتخابية.ففي خطاباتها السياسية لجمهورها الذي يتقلص بسرعة,لم تضيع أية فرصة لتوبيخ شركات النفط وأصدقائهم الجمهوريين في الحكومة. »باراك أوباما«كان إلى حد ما أقل غوغائية ولكنه أيضاً لم يتوان عن ربط المشاكل بشركات الطاقة عديمة الرحمة. الرئيس ومعظم عصابته المتضاءلة من الإخوة الجمهوريين اتبع أيضاً نفس المسار السخيف.وكلهم أرادوا اقناعنا أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة من اقتحام القطب الشمالي لاكتشاف المزيد من النفط,فإن الأسعار ستنخفض,وفي حالة الانتخابات كل هذا يبدو جيداً,ولكن الوقت يمضي ويغدو من الملح أكثر أن يقوم الرابح في تشرين الثاني أياً كان بالتخلي عن لغة البلاغة وإدراك حقائق أساسية: الحقيقة الأولى:الكلف المرتفعة للطاقة ستبقى هكذا,ولست مضطراً إلى الإيمان بما قاله بنك الاستثمار الأميركي »غولدمان ساك« بأن النفط الخام سيصل إلى مئتي دولار للبرميل. ولكن سيكون من الغباء تجاهل حقيقة أنه وللمستقبل القريب,لن يستطيع أي شي مما تقوم به إيقاف ارتفاع الأسعار. البترول مرتفع بنسبة ثلاثين بالمائة هذه السنة وحدها,وهذا ليس خطأ شركات الطاقة الجشعة أو المضاربين.إنها حقيقة بسيطة في الحياة الاقتصادية في اقتصاد عالمي يمر بثورة صناعية جديدة بعين نصف السكان, وحتى في حال التراجع الجدي في معظم العالم المتطور,فإن الطلب على الطاقة لن يتغير كثيراً. الحقيقة الثانية:إن ما يحدث هو في النهاية أمر جيد على الأقل فيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية والطاقية.لأنه سيجبرنا كلنا في الغرب على مضاعفة جهودنا للتخلص من اعتمادنا على النفط ,ولحسن الحظ أن الأسواق فعالة تماماً للقيام بذلك,وكما نعرف جميعاً,فإن العالم الرأسمالي,بما فيه الولايات المتحدة ,لديه كفاية من الطاقة اليوم أكثر مما كان عليه قبل أربعين سنة, لذلك علينا أن نشعر بالامتنان لآخر صدمة بترول في السبعينيات . الحقيقة الثالثة:إنه,وعلى الأقل في المستقبل المنظور,سيكون لهذه الأسعار المرتفعة معانٍ ضمنية من الناحية الجيوبولوتيكية. إذ يغلب على النقاش السياسي في الولايات المتحدة القول بأن الاعتماد الأميركي على البترول قد أدى إلى سياسة سيئة على امتداد عقود تجاه أكبر مصدري النفط.فقد أجبر الولايات المتحدة على علاقات مع شخصيات مشؤومة وكان العامل الأساسي وراء التدخلات الاميركية المتكررة,والمؤذية في الشرق الأوسط. والآن,اضافة إلى التهديدات القائمة من قبل شرق أوسط أكثر تعقيداً ,فإنه يتوجب على الولايات المتحدة مواجهة تحديات الاغناء السريع لروسيا. 2008/5/27 |
|