تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إيمانيتيه... قمة الفاو .. هل أبعدت شبح الجوع ?

ترجمة
الأحد 8/6/2008
ترجمة: سراب الأسمر

حسب منظمة الغذاء العالمية الفاو تعيش أربعون دولة إفريقية أزمة غذائية حادة, فعام ال 2007 وحده سجلت الأسعار العالمية ارتفاعاً وسطياً قدره 40%. تبعها هذا البيان. كان ينبغي أن ترتفع فاتورة واردات الحبوب من الدول الإفريقية الأكثر فقراً بمقدار 75% خلال السنة الجارية.

أمَّا فقدان الأمن الغذائي فيعزى إلى مشكلة الوصول إلى الغذاء والسبب الأول الفقر الذي تضاعف نتيجة غياب العدالة في السياسات الزراعية بين الشمال والجنوب.‏

والمطلب اليوم إلغاء زيادات الأسعار الحالية على المواد الأساسية. يؤكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنّ الفاو تقدم مساعدات ل (73) مليون شخص وأنه لتغطية ارتفاع التكلفة تحتاج المنظمة الحصول على (755) مليون دولار أخرى. والوكالة لا تمتلك حالياً سوى (18) مليون دولار. وأمام هذه المجاعات وازدياد حجمها هاجت الناس منذ بداية العام في إفريقيا وهايتي وآسيا ما أقلق أصحاب القرار العالمي الذين تحسبوا لحدوث قلاقل سياسية واقتصادية وعليه فقد نظموا لقاءً لرؤساء دول وحكومات خمسين دولة التقوا في روما مقر الأمم المتحدة للفاو. حيث يعتبر تحركاً كهذا نادر جداً. فخلال أشهر اشتعلت أسعار المواد الأولية نتيجة الإنتاج المتدني الناجم عن العوامل الجوية السيئة, وكذلك زيادة أسعار الوقود الزراعي والمضاربات المالية ما عرض ملايين الأشخاص للخطر في العالم, فهناك اليوم (850) مليون شخص يعانون من الجوع.‏

هذه القمة التي كان متوقعاً أن تعقد منذ أشهر تحوّلت إلى مؤتمر على مستوى عالٍ حول أمن الغذاء العالمي في مواجهة التغيرات المناخية والطاقة الحيوية.‏

المؤتمر بدأ في 5 حزيران واستمر لثلاثة أيام بغرض التوصل إلى حلول للأزمة الغذائية.‏

كانت الفاو قد قدّمت برنامجاً لدعم الزراعات في الدول النامية تحتاج في ذلك إلى (1,7) مليار دولار. أما الاختلاف فهو حول طريقة استثمار الأموال.‏

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شغل بالموضوع وشكل لجنة استثنائية ضمت جميع مسؤولي وكالات الأمم المتحدة ومؤسسات بريتون وودز (صندوق النقد الدولي, البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية). وعرضت توصياتهم في روما. ووسط المؤتمر قلق المجتمع المدني أن تكون هذه الأزمة سبباً للتوجه نحو انفتاح الأسواق. قال رئيس منظمة للفلاحين تمثل أكثر من أربعين مليون منتج صغير في إفريقيا الغربية تدعى روبا: نريد تذكير أصحاب القرار أن نفس الأساليب قد تؤدي إلى نفس النتائج, فلا تحرير السوق, ولا ثورة إفريقيا خضراء أخرى ستنهي الأزمة لأنها تشكل جزءاً من المشكلة«.‏

أمَّا المؤتمر الذي عقد في طوكيو مؤخراً حول تطور إفريقيا فقد حذر من مخاطر تشجيع نضوب الغذاء. فرئيس الوزراء الياباني فوكودا مضى إلى أوروبا بأمل تبادل وجهات نظر صادقة بخصوص تأثير أسعار البترول على الاقتصاد وأيضاً بصدد الأزمة الغذائية. وفي الأسبوع الماضي بمناسبة النشرة الرابعة لمؤتمر طوكيو الدولي حول تطور إفريقيا, تباحث فوكودا حول نتائج ارتفاع الأسعار على القارة الإفريقية, وأعلنت اليابان بتلك المناسبة مضاعفة مبلغ المساعدة العامة للتطوير والتنمية في إفريقيا والتزمت بمساعدة هذه الأخيرة بمضاعفة إنتاجها من مادة الرز لمدة عشر سنوات. لكن هذا السلوك لم يكن كافياً للإجابة عن التساؤلات حول أسباب الأزمة الغذائية.‏

وبهذه المناسبة أظهر رؤساء بعض الدول الإفريقية أن الضغوط التجارية التي تفرضها منظمة التجارة العالمية تلعب دوراً أساسياً في أزمتهم. كذلك أشار رئيس بوركينابيه إلى سياسات »تشل الدول الإفريقية«.‏

أما الرئيس الأوغندي موزفيني فذكر أن أوغندا تسلم الكيلو غرام من البن بدولار واحد بينما يباع في بريطانيا العظمى بأربعة عشر دولاراً بعد أن يُنقى.‏

عموماً, رؤوساء الدول الإفريقية قدموا النتائج, بينما ستتحدث عنها اليابان في قمة الدول الصناعية الثماني التي ستعقد بين 7-9 تموز المقبل في اليابان.‏

مع ذلك انتقدت عدة منظمات غير حكومية المؤتمر بأنه ركز على نمو الدول الإفريقية دون التطرق لمسألة اتباع أفضل الوسائل لإعادة توزيع ثمار النمو هذه.‏

2008/6/4‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية