|
مجتمع والرسالة التي تريد ايصالها, كيف ذلك, من الذي يغذيها , ولماذا تعتبر من أهم المسببات للمشكلات الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع, وكيف يمكن تحصين الناس ضد تأثيراتها الخطيرة?. هذه التساؤلات مع نقاط أخرى توقف لمناقشتها الأستاذ ميسر سهيل الخبير الإعلامي خلال ندوة أثر الفضائيات العربية على المجتمع التي أقامتها المستشارية الثقافية الايرانية بدمشق.وفي بداية حديثه بين كيف سجلت الوسائل الإعلامية المرئية انتصاراً ساحقاً على الإنسان المعاصر, ساعدها على ذلك الانفتاح العالمي في الاتصالات بين المجتمعات, وثورة المعلومات وما نتج عنها من نقل لعلوم وأفكار وثقافات تحتم على التربية المهنية أن تغير محتواها وأساليبها, أصبحت محوراً أساسياً في منظومة المجتمع. قال: إن من يستقرىء واقعنا اليوم فسيجد مئات القنوات التي تدير مجتمعاتنا بمفاهيم مغلوطة ومعلومات مضللة حول حقوق المرأة وحرية الأطفال وتمرد الفتيات على الآداب والتقاليد, بأسلوب متدرج في انتهاك المعتقدات والقيم بطريقة مدروسة تربوياً ونفسيا وخطوة خطوة بشكل غير مباشر ابتداءً من المهم إلى الأهم, على شكل برامج مقولبة مغرية مرسومة بنهج وتخطيط محطات عالمية. ولأن هذا الموضوع طرق بابه مرات كثيرة حاولنا تناول بعض النقاط التي تتعلق بالجانب الاجتماعي والتربوي للأفراد وبخاصة أثر هذه القنوات الفضائية على العلاقة الزوجية, وقد أكد المحاضر أن هذه المحطات سرقت كثيراً من الأزواج من زوجاتهم, بل ومن بيوتهم وغيرت أمزجتهم وتطلعاتهم, وهناك الكثير أيضاً من الزوجات ولو كنّ على جانب كبير من الجمال يشعرن بأنهن أقل من فتيات هذه الشاشات, هذه المشكلات تؤدي في بعض الأحيان إلى الطلاق بما تعرضه من حوارات ضارة وتحايل وتلاعب ورفاه مصطنع. فحين تكثر مشاهد البرامج والمسلسلات الفضائية تترسب المواقف التي شوهدت في العقل الباطني دون أن يشعر أحد الزوجين بذلك, فتكون هي المرجع في تقويم المواقف واتخاذ القرارات وأحياناً تزرع بذرة الشك في نفس الزوج أو الزوجة.وللأسف بعد أن كانت تناقش الخلافات الزوجية وفقاً للموروث التربوي المخزون لديهما, فإنها الآن تستقي ما يسمعون ويقرؤون ويشاهدون في وسائل الإعلام, وأغلب الظن أن أكثر حوادث الطلاق تمت بأسباب مشابهة لما يحدث في الأعمال التلفزيونية ولكن الزوجين لا يعترفان بأن قرارهما قد اتخذه التلفزيون.. غياب الإشراف الأسري - وفي سؤال يتعلق بطبيعة الدور الذي تلعبه القنوات الفضائية على التربية الأسرية وتشكيل شخصية الطفل ? . -- يجيب الاستاذ ميسر من خلال مناقشته لهذا الجانب مع جمهور الحضور: يختلف الدور بحسب حجم التأثير , وقد تبدل مفهوم الإشراف الأسري على الأبناء وتحدد هذا المفهوم بمسؤولية الأهل في العناية الصحية والجسدية وتكبير الأبناء دون النظر إلى مدلول التربية أو اتجاهات التنشئة, فلم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء بعد أن وفرت الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو ما جعل دور الأسرة هامشياً. الوالد الثالث وما يقودنا للحديث عن أخطر شريحة تتأثر بالتلفزيون » الأطفال« هو ما يقضيه الطفل من وقت طويل أمام الشاشات يفوق ما يقضيه بين والديه وفي مدرسته ومن هنا تأتي أهمية الحديث عن طبيعة الدور التربوي والتوجيهي الذي تلعبه القنوات الفضائية في تنشئتهم للجيل ,وما تغرسه من قيم وسلوكيات تؤثر في المستوى الدراسي وفي توافقه الاجتماعي وحتى على مظهره الخارجي وبخاصة في مرحلة المراهقة, حتى أصبح الجهاز المرئي يوصف من قبل كثير من الباحثين بأنه الوالد الثالث لما له من قوة التأثير الاجتماعية والثقافية في تشكيل شخصية الطفل. ولكن رغم كل هذه الأخطار يمكن للبث المرئي أن يلعب دوراً إيجابياً في تشكيل الشخصية الطفولية والمراهقة , إذا وجهت من خلاله البرامج التربوية والإرشادية المنبثقة من روح الأمة ومعتقداتها الدينية والاجتماعية والتاريخية بدلاً من أن تكو ن مستوردة ولا تتفق مع الثقافة والتوجهات. وهناك الكثير مما يقال في هذا الموضوع على الصعيد الاجتماعي والثقافي والسياسي والذي من خلاله يمكن تقسيم الفضائيات إلى ثلاثة أقسام , منها ما يركز على الجانب الإيجابي, ومنها ما يركز على السلبيات ويؤثر على التربية والسلوك , ومنها ما يخرج بين الجانبين السلبي والإيجابي,ومع ذلك بقي أن نؤكدضرورة وعي المجتمع في حسن الاختيار. |
|