|
شهداء
نبله الذي اتسم به منذ نعومة أظافره وشهامته وحماسه وإقدامه واندفاعه أهله ليلتحق بقوافل شهداء الوطن أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر وليسجل اسمه مع رفاقه الشهداء في سجل الخالدين. شق الشهيد نبيل طريقه ليجعل من العلم هدفاً له وبإرادة وتصميم تابع دراسته وحصل على الشهادة الثانوية التي أهلته لأن يكون في صفوف الجيش والقوات المسلحة، وعندما بدأت خيوط الأمل تلوح بالأفق وترسم ملامح المستقبل له شاء القدر أن يفقده شقيقه الأكبر والوحيد عندما كان الشهيد في العشرين من عمره ليحمل على عاتقه منذ ذلك التاريخ رعاية وتربية أولاد شقيقه نورس البالغ من العمر 7 سنوات ونور 6 سنوات ونورما 5 سنوات ووالدته وشقيقتيه وفاء ولميس لتأتي يد الغدر والإثم وتغتال نبيل بتاريخ 23/9/2011م وتغتال معه أحلام زوجته وأطفاله الثلاثة وكل الآمال المعقودة عليه تاركاً فراغاً كبيراً بين محبيه وأسرته وأهله ورفاق دربه وعائلته فراغاً ستملؤه أخلاقه الرفيعة وسجاياه ومزاياه الحميدة وسيرته العطرة،
أيتها السيدة الفاضلة ذهبية زين والدة الشهيد نبيل نقف باحترام أمام عظمتك وصبرك وعنفوانك وشموخك شموخ هذا الوطن وأمثالك لاينجبن إلا الأبطال الميامين ماذا نقول لك وأنت التي أقعدك المرض ومال الدهر عليك ولكنه لم يستطع أن ينال من عنفوانك وإيمانك بالله عزوجل وبقضائه وقدره جعلك تتحملين وتحملين حملاً تعجز الجبال عنه وأنت من قلت أن الابن غال وفقده صعب لكن المؤمن يتقبل ذلك لأن الموت حق وهذه مشيئة الخالق، وعزائي أن نبيل استشهد فداء لوطنه مع قافلة الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض سورية لتبقى شامخة موفورة الكرامة ونبيل منذ صغره كان حنوناً مؤدباً وخلوقاً أعتز وأفتخر باستشهاده ولن أنساه أبداً فهو باق في الذاكرة والقلوب، رحمه الله وجعل مثواه الجنة هو ورفاقه الشهداء.
وأنت يا أم ريان هيفاء الابراهيم زوجة الشهيد يحق لك أن تفخري وتعتزي بزوجك النبيل بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وموقف، وبالتأكيد ستقصين على ريان وجاكلين وكريستين عندما يكبرون حكاية مختلفة عن كل الحكايا إنها حكاية البطولة والتضحية والفداء والبذل والعطاء التي خطها وسطرها والدهم ،أم ريان قالت: لقد كان الشهيد زوجاً مثالياً ومثالاً يحتذى في الصدق والأخلاق وحب الوطن عطوفاً على أولاده وأولاد شقيقه اليتامى وباراً بوالدته كريم النفس طيب الخلق، وخلال السنوات التي عشتها معه لم أسمع منه كلمة نابية ولم يجرح مشاعري وكان محباً لجميع الناس لم يؤذ أحداً ولم يزعج أحداً يحترم الكبير ويعطف على الصغير، والأبطال لايمكن للموت أن يغيبهم ولايمكن للنسيان أن يطويهم مهما طالت السنون، وهم الخالدون والمكرمون عند الله سبحانه وتعالى فهم عنده أحياء يرزقون. وأضافت زوجة الشهيد: أقول للذين اغتالوه أن روح ودماء الشهيد نبيل وجميع شهداء الوطن ستلاحقكم أينما كنتم لتقتص منكم فمن يقتل فرح الأطفال وضحكاتهم وفلذات أكباد الأمهات واستقرار وطمأنينة الزوجات فمصيره جهنم وبئس المصير ،الفخر كل الفخر والاعتزاز كل الاعتزاز بأنني زوجة الشهيد الذي قدم الغالي والنفيس من أجل أمن سورية سورية الحبيبة التي نفتديها بالمهج والأرواح. نورس ونور ونورما أبناء شقيق الشهيد نبيل قالوا : لقد شاء القدر أن يحرمنا من والدنا ونحن صغاراً وبعد وفاة والدنا أحاطنا عمي الشهيد برعايته وعطفه وحنانه وتعلمنا منه دروس التضحية والفداء واستشهاده سيبقى وساماً نحمله أبد الدهر على صدورنا. مزيد جعفر عم الشهيد قال: لقد زفينا نبيل شهيداً للوطن بعرس جماهيري كبير وسط زغاريد النساء وهتافات المشيعين ليسجل اسمه في صفحات المجد والعزة والخلود بين شهداء الوطن الغالي الذي يستحق تضحيات أبنائه ليبقى مصاناً موفور الكرامة فالشهيد رحل عنا جسداً لكن حبه وحنانه الكبيرين باقيان فينا وبأبنائه للأبد، ورسالتنا إلى العصابات الإجرامية المسلحة التي تعبث بأمن واستقرار الوطن والقوى المعادية التي تقف خلفهم والمحطات الفضائية المغرضة والمزيفة للحقائق نقول لهم : أن سورية أسمى وأنقى وأنصع من محاولاتكم وتآمركم ودسائسكم ومهما حاولتم أن تنالوا من وحدتنا الوطنية ومن صمودنا فمحاولاتكم مصيرها الفشل. النبيل جاد الله جعفر من مواليد قرية الصورة الصغيرة عام 1981م والده متوفى ووالدته مقعدة، متزوج وله بنتان جاكلين وعمرها 7 سنوات وكريستين عمرها 5 سنوات وريان عمره 9أشهر، وله شقيقتان وفاء ولميس. |
|