تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدلو الإسرائيلي

نافذة على حدث
الأحد 9-10-2011
منير الموسى

استخدمت الولايات المتحدة « الفيتو» عشرات المرات خلال تاريخ دفاعها عن إسرائيل بموافقة الدول الغربية،

كي تحميها من مفاعيل أي قرارات دولية تدين انتهاكاتها وانتهاكات المشروع الصهيوني القائم أساساً على مخالفات جسيمة للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان ، لتمثل رأس حربة المشروع الإمبريالي في المنطقة.‏

والصلف في أن هذه « الإسرائيل» تدلي بدلوها فيما يحدث بسورية وتتدخل بالشأن السوري وتدافع عمن يسمون أنفسهم « معارضة سورية في الخارج» حين قام مندوب إسرائيل في مجلس الأمن رون بروشار بإظهار دناءة بلاده عندما انتقد بشدة موسكو وبكين بسبب اعتراضهما مشروع القرار ضد سورية في مجلس الأمن ، والهادف إلى إراحة إسرائيل من قوى المقاومة والممانعة وإزاحتها من حولها ليتسنى لها أن تصبح شرطي المنطقة ، والأكثر صلفاً أن حكام إسرائيل استبقوا التصويت على القرار بشن حملة صهيونية متطرفة إعلامياً ضد القيادة المقاومة في سورية.‏

ولاغريب أن المعارضة في الخارج ، ومنذ خطواتها الأولى ظهرت متصالحة مع إسرائيل وشكلت مجلسها بمباركة منها، و« تشكيل المجلس» من الخطوات التي من المفترض أن تحمل في طياتها مضاعفات كثيرة بعد أعمال العنف التي ترتكبها الجماعات المسلحة « المتعددة الجنسيات» في سورية في الحرب عليها. فتشكيل مجلس وطني مسعى نحو التدخل جربته أميركا وقوى التكالب من أجل التدخل بعد صناعة الحملة الإعلامية المضللة لشن « الحرب الإنسانية» كما حصل في العراق وليبيا، حيث بدا من العبث الحديث عن الديمقراطية نظراً إلى عدد الضحايا الكبير الذين سقطوا بسبب حروب الناتو على العرب وبث الفوضى في بلادهم .‏

فثمة مبدأ تحاول قوى الامبريالية ترسيخه ، وهو خلق النزاعات حيث الاستخبارات الغربية تعرف مازرعت في سورية من مسلحين بدقة، ومن ثم حل النزاعات بالتدخل بالذريعة الإنسانية والولايات المتحدة وأذنابها سيبحثون عن سبل أخرى غير اللجوء إلى مجلس الأمن بعد فشلهم هناك ، ولطالما أعلن مسؤولون أميركيون كثر احتقارهم لمجلس الأمن والأمم المتحدة اللذين يكبلان أحياناً تحركهم حول العالم ضد الدول من أجل التدخل والتسلط وشيطنة الأنظمة المقاومة لها، وتقديس المعارضات التي تشترى وتباع بالمال.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية