تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


جمعية العاديات تحتفي ب (سلميه.. الذهب العتيق)

ثقافة
الأحد 9-10-2011
أيدا المولى

يتقوقع المشهد الثقافي في ظل الظروف التي تشهدها البلاد حالياً شئنا أم أبينا فقد انتصرت السياسة على الثقافة وأعلنت الأولى عزمها على تولي الكرسي الملكي لابسة التاج، آمرة الثقافة بتقديم الطاعة فتنصاع مرغمة.

غطى الواقع السياسة فحرمنا من قصيدة تتلا من قصة تقرأ ومن مقطوعة موسيقية تعلو وتهبط، تعانق روحاً آدمية، فرّغ صالات المسرح من رواده وحرم العلوم الانسانية من حمل شعاراتها الأخلاقية.‏

لكن هذا الملك لايستطيع أن يبقى يقظاً على الدوام حيث تسرق اللحظات في غفلة عنه، فترسم لوحة، تكتب قصيدة، تشكر وتحنو وتلعن وتتمنى لتعود غافية في حضن وطن أسمى من أن تخونه حتى الكلمات سلمية- ذهب عتيق.‏

على الدوام تتواجد مدينة سلمية على الساحة الثقافية وقد أصابتها الكآبة خلال الشهور الماضية لكن جمعية العاديات وكمنبر ثقافي يستقطب إبداعات الشباب أقام احتفالية ثقافية ضمت معرضاً للفن التشكيلي بعنوان سلمية - ذهب عتيق وفردتها على جدران قاعة الشاعر محمد الماغوط رافقه أمسية شعرية وموسيقية وقد حضرت روح الشاعر الماغوط في قاعته واستعاد عدداً من قصائده التي تصلح لزمان عربي هش نشهد تفاصيله يومياً متمنياً الكثير....الكثير.. وعند باب القاعة تدخل يساراً فتشهد لوحات: طارق زيد- كوثر ملوحي- محمد كلثوم- محمد قطريب-عمار القصير - جلبهار هرموش- ديمة الظريف- - نسرين الملوحي- هبة معطراني - عبد الكريم فطوم- عصام كحلة.‏

هؤلاء الذين تحدوا الواقع ورسموا وصنع البعض منهم لوحات فنية جميلة من توالف البيئة ليغدو ذلك لوحة معلقة على جدار فتعطيه حياة من إحساس شاب يتحدى كل سلبيات الحياة والواقع كالفنان عصام كحلة.‏

ويرسم عمار بيوتاً على الطراز الدمشقي فسيفسائياً بالألوان الزيتية وترى جلبهار أن مكونات الحياة مرسومة بالأبيض والأسود وتجعل من الغرافيك عنوان لوحاتها وتقاربها في ذلك نسرين الملوحي.‏

أما محمد كلثوم فهو خريج الفنون الجميلة وديمة الظريف خريجة معهد لإعداد المدرسين قسم الرسم فقد استخدما التقنيات الفنية للتعبير عما بداخلهما من خلال اللون وانطباعيته في نفس المتلقي.‏

ومجمل الجهود الفنية كانت تنم عن موهبة وحس إبداعي وشفاف خلق لوحة كما خلق محمد الماغوط قصيدة من وحي مدينته السلمية التي:‏

كلما هب النسيم في الليل‏

ارتجفت ستائرها كالعيون المطرفة‏

كلما مر قطار في الليل اهتزت بيوتها الحزينة المطفأة‏

كسلسلة من الحقائب المعلقة في الريح‏

والنجوم أصابع مفتوحة لالتقاطها‏

مفتوحة منذ الأبد لالتقاطها‏

بعد ذلك انتقلت احتفالية جمعية العاديات من قاعة الماغوط إلى سطح الجمعية بسبب ضيق المكان، حيث تنذر السماء بمطر وشيك لكن ذلك لم يكن ليعني إلغاء أمسية شعرية وموسيقية، فسكان السلمية على شوق دائم للمطر بعدما أعلن الغبار حضورها من الشرق.‏

بدأت الأمسية موسيقياً لأصغر العازفين سناً حيث حمل إسماعيل الحاج عوده وعزف نشيداً نحتاج أن يبقى دائماً على أسماعنا - موطني - هذا الشاب الصغير ذو الأحد عشر عاماً تدرب منذ شهور فقط وأراد أن يختم شهر أيلول ليبدأ دراسته الجدية في المدرسة ترافقه ألحان هذه القصيدة وبالتناوب مع الموسيقا قرأت الشاعرة الشابة مرح سامر الصالح قصائد أهدتها إلى حبيبتها دمشق وقصيدة أخرى لفلسطين الوطن السليب.‏

الشاعر الحسين علي الخالد أجاد في قصائده ولاقى إعجاباً من قبل الحضور وبدأ قصائده ب أنا السوري لي الفخر.‏

وقرأت يارا محمد كحلة قصائد وجدانية بعنوان (ماذا فعلنا ؟) و(جنة الحب).‏

إيناس وعبد الله الخالد عزفا عزفاً مشتركاً على الأورغ والعود لأغنية فيروزية - في قهوة ع المفرق.‏

أما علي غسان زعير الذي عزف على عوده (رقصة ستي) فإنه أنبأ الجميع دون أن يتكلم أنه ذو مستقبل موسيقي واعد.‏

مشاركة ألمانية‏

باول شنايدر شاب ألماني خريج إحدى الجامعات التي تدرس علم الاقتصاد قدم إلى السلمية في زيارة لأحد الأصدقاء وشارك بمعزوفات كثيرة على الغيتار لعازفين غربيين.‏

غادر المشاركون بعد تكريم رمزي من قبل إدارة الجمعية، ولاأحد يحميهم كالوطن وربما تذكروا قصيدة يشتهي فيها محمد الماغوظ شهوات غريبة نقرأ فيها:‏

أحسد المسمار لأن هناك خشباً يضمه ويحميه‏

أغبط حتى الجثث الممزقة في الصحراء‏

لأن هناك غرباناً ترفرف حولها وتنعق لأجلها‏

ويعرفون أن مدينة السلمية:‏

في كل حفنة من ترابها - جناح فراشة أو قيد أسير‏

حرف للمتنبي أو سوط للحجاج..‏

لكل مصباح فراشة... ولكل خروف جرس‏

ولكل عجوز موقد وعباءة..‏

ولكنها حزينة أبداً لأن طيورها بلا مأوى‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية