|
السويداء
وقال الدكتور كمال بلان رئيس قسم الإرشاد النفسي في جامعة دمشق إنه بالرغم من الجوانب المضيئة للعولمة حيث أصبح العالم بأسره قرية صغيرة وباتت ثقافات الشعوب والمعارف مكشوفة لدى الجميع ولكنها أصبحت ظاهرة رأسمالية معاصرة لها أنماطها المتعددة وتهدف إلى إحداث تغييرات في المجتمع الدولي سياسية وثقافية وعنواناً لواقع إعلامي جديد تقوده الولايات المتحدة الأميركية يسعى لمحو الذاكرة القومية وتغيير مصطلحات الصراع ومفاهيم الوعي ويقود إلى استعمار جديد على الأرض، وإعلام العولمة هو سلطة تكنولوجية وصناعة تتحكم بها أخلاق السياسة وليس سياسة الأخلاق ويسعى للتأثير على عقل المواطن العربي التي يتعرض لهجمات متتالية من الغرب. وأشار بلان إلى أن الدولة التي تمتلك وسائل اتصال أقوى هي القادرة على تسويق ثقافتها وقد نستطيع مقاومة غزو السلاح لكننا لا نستطيع مقاومة غزو الأفكار إذا لم نكن نمتلك مقومات ذلك. ولفت بلان إلى التأثيرات السلبية لإعلام العولمة على تربية الأجيال الإعلام وحريته التي لم تعد بريئة من التضليل ومجانبة الحقيقة وأصبح الخبر يقاس بمدى سرعة وصوله للجمهور وليس صدقيته وموضوعيته وهذا ما تفعله المحطات الفضائية المغرضة وخاصة العربية منها التي تمطرنا بما يفوق طاقاتنا على الهضم وتشكل خطراً حقيقياً على الجيل وتولد العنف والعدوان لدى الأطفال والشباب وتصوير العمل الإجرامي عمل بطولي مشيراً إلى دور الانترنت كوسيلة لضياع الوقت والقيام بسلوكيات لا تخدم التحصيل العلمي لدى جيل الشباب وتؤثر على القيم الأخلاقية والتقاليد في المجتمع والهاتف المحمول وبالرغم من فوائده كسرعة الاتصال إلا أنه بات يشكل خطراً صحياً ويهدر الوقت ويسهم في الانحلال الخلقي في المجتمع. وأشار بلان إلى دور الأسرة في مواجهة إعلام العولمة من خلال تعزيز روح الانتماء عند الأطفال والشباب للوطن والإكثار من البرامج المحلية الجاذبة والمفيدة والحوار مع الناشئة حول ما يعرض في وسائل الإعلام وتوعيتهم على التعامل الواعي مع الأحداث وتنمية التفكير النقدي وإدخال مادة التربية الجنسية في المناهج التربوية وتعزيز التعاون بين الأسرة والمدرسة وجميع الجهات المعنية لمجابهة ومواجهة إعلام العولمة. وبالمحصلة أن نفهم إعلام العولمة وأهدافه وارتباطاته وكيف نقاومه من خلال تطوير إعلامنا وتعزيز الحوار بين الحضارات واحترام الأديان ونبذ الطائفية وتحرير الإعلام العربي من الفكر الخرافي وأن لا تكون المناداة بالحرية والديمقراطية دعوة للفوضى والتخريب. وتركزت مداخلات الحضور على ضرورة تطوير إعلامنا المحلي وتحصين الجيل من السموم التي تبثها القنوات والمحطات الفضائية المغرضة التحريضية والمجانبة للحقيقة والتي تستهدف النيل من صمودنا وبث الفتنة وتشويه صورتنا وإعادة النظر بالمناهج التربوية وتفعيل دور المنظمات الشعبية والنقابات المهنية لتحصين جيل الشباب ونوعيته. حضر الملتقى السادة: شبلي جنود أمين فرع حزب البعث والدكتور مالك محمد علي محافظ السويداء وأعضاء قيادتي فرعي الحزب والجبهة الوطنية وحشد كبير من المدعوين. |
|