|
حدث وتعليق أوقعت نتنياهو وعصابته بحالة تخبط ما دفعه لاتباع سياسة الهروب نحو الأمام وقصف الأحياء السكنية بوحشية وارتكاب الجرائم والمجازر التي ترقى إلى مستوى جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي في حال توفرت إرادة دولية فعالة وغير منحازة. ما يجري حالياً من مفاوضات خلال الهدنة الجديدة لا يعطي شعوراً بالتفاؤل، فالمفاوضات وحسب بعض تصريحات المسؤولين الفلسطينيين تراوح في مكانها بسبب عدم إعطاء أي رد ايجابي على الورقة الفلسطينية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار ورفع الحصار وفتح المعابر وحرية الحركة للمواطنين الفلسطينيين وغيرها من المطالب الفلسطينية التي تتعلق بإعادة الإعمار، ما يعني أن إسرائيل تحاول إبقاء الوضع كما هو دون أن تلبي مطالب الفلسطينيين التي تظهر المقاومة بمظهر المنتصر وهذا يتطلب من الجانب الفلسطيني ضرورة التنبه للمراوغة الإسرائيلية وسعي نتنياهو لكي يحقق بالمفاوضات ما عجز عن تحقيقه بالقتل والتدمير والعدوان الوحشي على القطاع. التسويف والتضليل الإسرائيلي ظهر جليا في تصريحات نتنياهو الذي حاول الإيحاء بأن المقاومة مسؤولة عن العدوان وان الحرب على غزة لحماية المستوطنين الإسرائيليين وفي ذلك نفاق واضح ومكشوف للرأي العام، فالمتابع لمجريات العدوان يدرك أن الموساد هو من أخرج مسرحية مقتل المستوطنين الثلاثة لتبرير العدوان وأن هناك أهدافاً قريبة وبعيدة لهذا العدوان الوحشي في مقدمتها كسر إرادة المقاومة ونزع سلاحها ودفعها للقبول بالحلول الاستسلامية وبالتالي تذويب القضية الفلسطينية في ظل الانحياز الأميركي والغربي، وما يسود المنطقة من إرهاب منظم، ولكن نتنياهو أخطأ في تقدير قوة المقاومة الفلسطينية التي أفشلت خططه وحطمت هيبة جيشه المتغطرس وأكدت أن العدوان لم يعد نزهة لجنوده. إنّ ما تقوم به حكومة العدو الإسرائيلي من تضليل وتسويف لن يؤثر على إرادة المقاومة وصمود شعبها، وبالتالي لن تكون مرحلة ما بعد العدوان كالتي سبقتها، فالعدوان فشل في تحقيق أهدافه، وانتصار غزة بدأ يفرض نفسه على أجواء التفاوض، وهذا ما سيؤسس لاسترجاع كامل الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم. |
|