نداويها بالمحبة
عين المجتمع الأربعاء 13-8-2014 لينا ديوب لانعرف... ربما مرت على منطقتنا عبر التاريخ حروب أصعب من التي نعيشها، وقد تضم كتب التاريخ قصص فظائع وجرائم ارتكبت لامثيل لبشاعتها، لكنها تبقى حكايات تروى أو تقرأ، لكن الحرب الحالية نعيشها إما بشكل حي ومباشر أو عن طريق نقل كاميرات الأخبار للخراب والقتل والمجازر الجماعية،
ونردد فيما بيننا إن هذا كابوس وليس حقيقة ونرفض في مرات كثيرة أن نصدق ما حدث ويحدث على أرضنا، قد تكون الهجرة والنزوح أو خسارة البيت أهون ألف مرة من فقدان عزيز غال ابن أو أب أو أم، وربما يكون استشهاد أحد أفراد العائلة أخف وطأة من اختطافه ومصيره المجهول مع هول ما نرى ونسمع عن ماترتكبه المجموعات الارهابية، في أغلب الأوقات كنا على درجة من الصبر والقوة والايمان لتحمل كل ذلك الألم والحزن، لدرجة كنا نستغرب كيف لأم أو أب فقد أكثر من ابن وابنة واستمر على قيد الحياة، حتى أن الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تتحدث عن قوة احتمالنا باستغراب وتساؤل؟ وتقيم المقارنات بأنه في دول أخرى تزداد مراجعة الأطباء والمعالجين النفسيين لحالات أخف مما نعيشه بكثير! قد تكون تعليقاتهم واستغرابهم بمكانها لأن حقيقتنا القوة والتمسك بالحياة فنداوي جراحنا بأنفسنا ونكبر عليها، ولأننا ندرك ونؤمن أن هذه الحرب ظالمة ندرك ونؤمن أن الله معنا، وبالصبر والمحبة نعيد لنبني ما تهدم في داخلنا، بالمحبة نشد على أيدي بعضنا ونتكاتف لنبلسم جراح فراقنا لأحبتنا وألم فقدنا لمدارسنا وبيوتنا.
|