|
الأربعاء 13-8-2014 لقد سبق للولايات المتحدة الأميركية أن استثمرت في الإرهاب في افغانستان وهي تستثمره الآن في سورية والعراق وتديره وفق أجندتها وأجندة إسرائيل، لأن إسرائيل هي الجهة الوحيدة الشريكة للولايات المتحدة في تحديد الأهداف وترتيب المخططات، وتسبق في ذلك الدول الغربية الحليفة للولايات المتحدة الأميركية التي لا تتجاوز في أفضل الأحوال دوراً تنفيذياً يطلب إليها. ليس مفارقة أن تكون مملكة الوهابية هي الجهة الممولة لمشاريع الإرهاب الأميركية في سورية كما كانت في أفغانستان وقد باتت الآن تخدم مصالح إسرائيل علناً وبعد أن كشفت عن قبح وجهها وارتباطها بالكيان الصهيوني وابتعادها عن العرب وفلسطين وترك أطفال غزة وشعبها يقتلون بدم بارد دون حتى إدانة واضحة. الولايات المتحدة الأميركية قامت مؤخراً برفع سقف إعتراضها على قيام داعش في العراق بالاقتراب من حدود الكيان الكردي واعتبرته تحرشاً وخطاً أحمر قامت على إثره بإرسال رسائل إلى التنظيم القاتل عبر قصف بعض مراكز تواجده قرب حدود الدولة الموعودة أميركياً والمباركة إسرائيلياً، تلك الدولة الموعودة التي يرتب لها وظيفة لاحقة أو بالأحرى وظائف وأدوار تختلف في شكلها عن الوظيفة التي انتدبت إليها داعش في العراق وسورية الآن، وهو ما حدا بالولايات المتحدة الأميركية أن تصعّد من لهجتها في وجه الإرهاب في مجلس الأمن وألاّ تقبل بما يحصل في الموصل من مجازر من قبل داعش وتدينها لأنها تجاوزت الخط الأحمر المرسوم لها أميركياً دون الاقتراب من داعش في سورية. ولا تتعدى إدانة الولايات المتحدة الأميركية لداعش في مجلس الأمن ذر الرماد في العيون وإرسال رسالة لهذا التنظيم بأنه تجاوز حدود عمله. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية اكتوت بنار تنظيم القاعدة في افغانستان إلا أنها لم تتعلم الدرس جيداً وقامت باختلاق داعش من تنظيم القاعدة ذاته ومولته بأموال سعودية وهابية ودربته بالتعاون مع إسرائيل وتركيا وقطر. متناسية أن لهذا التنظيم كما لتنظيم القاعدة أجندات أخرى ينفذها بالتوازي مع ما يطلب إليه ولكنه يفضل أن ينفذ أجندته عندما يستطيع لذلك سبيلاً بعد أن مكنته الولايات المتحدة الأميركية عبر الدعم اللا محدود مادياً من أموال نفط مملكة الوهابية وسهلت وصوله إلى الأراضي التي يبسط ساطوره عليها بالتعاون مع تركيا التي أعمت بصيرتها حكومة إخوانية رغم أنه لديها مصالح متناقضة مع السعودية ومع الأكراد إلا أنه لديها أجندتها الخاصة التي ربما تلعب بها لبعض الوقت للاستفادة مما يحدث في سورية والعراق. فالمسألة إذاً بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية ليست مكافحة إرهاب ولا صحوة ضمير إنساني بعد المجازر الفظيعة التي ارتكبها هذا التنظيم الوهابي, بقدر ما هي خطوط حمر جعلت الولايات المتحدة الأميركية تهب لنجدة حلفائها من كرد الدولة الموعودة ومملكة الشر الوهابية التي جلبت جنوداً من باكستان وغيرها لحماية حدودها خوفاً من تجاوز داعش لحدود وظيفتها، فالولايات المتحدة الأميركية لا يعنيها التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وهي ليست في هذا الوارد لا من قريب ولا من بعيد فما يحصل يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل والباقي تفاصيل. |
|