تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الخروج من النفق

آراء
الخميس 13-10-2011
د. هزوان الوز

هل ما يجري في بلادنا صاعقة في سماء صافية؟

وهل تلك الأصوات المحتجة هي أصوات مرفوعة إلى السماء ضراعة لخلق سورية جديدة؟‏

وهل تلك الأيدي تلوح بغصن الزيتون أم تذبح الحمام وتهدم العش فوق الفراخ؟‏

وهل نسي أولئك أن الحمام يلوذ بالجامع الأموي، وبقلعة حلب وبيوت الطيبين من أبناء شعبنا كلهم؟‏

لذا لن يموت الحمام .‏

وهل أولئك الذين يريدون العزة بغير شعبهم وبلادهم يريدونها عند النجاشي الحبشي، وهم يعرفون ونحن أيضاً أن من يستقوون به هو مسيلمة الكذاب وأبو لهب الأميركي وحمالة حطبه...‏

وتكثر الأسئلة وتكبر يوماً بعد يوم وحدثاً إثر حدث..‏

وفي محاولة للإحاطة بما يحيق بنا نبدأ بالإجابة على التساؤل الأول لنقول: إن ما يجري في بلادنا ليس صاعقة في سماء صافية، فلقد كانت سماء الوطن ملبدة بالغيوم، وكانت تحمل في أحشائها نذر الصاعقة ، ثم انتهز أصحاب المشاريع المشبوهة تفجير صاعقتها ليطيح بأبناء شعبنا ويشعل بلدنا فماذا نفعل؟‏

إذا كنا قد فشلنا سابقاً في مساعدة المعارضة الوطنية لتكون احتياطياً استراتيجياً للوطن فعلينا ألا نفشل الآن في قبولها شريكاً فعلياً في بنائه وصنع مستقبله، إن الحراك الشعبي في بلدنا كان دافعاً رئيسياً للإصلاحات، وعلى عاتق القوى الوطنية مسؤولية حمايته من الذهاب إلى الزواريب المشبوهة والمستنقعات القذرة والعنف المدان والخارج الحاقد.‏

فالطروحات الطائفية والعنف والاستقواء بالخارج تهدم الأوطان ولا تحقق الإصلاحات، ولنا في تجارب الأقطار العربية الأخرى دروساً تفيد في الوقوف على حقيقة ما يجري، فأميركا وملحقاتها من الدول الأوروبية لا تستطيع كبح شهيتها لمص دم الشعوب التي تغفل عن دمها، ولا تخفي انحيازها الأعمى للكيان الصهيوني، وفي سبيل ذلك يبتكرون الأساليب الخبيثة، ويعقدون التحالفات المشبوهة، ويشنون الحروب الدبلوماسية والإعلامية والنفسية لإسقاط الدولة، وصنع واقع عربي جديد يضمن مصالح الدول الاستعمارية على حساب الوجود العربي بأكمله، كما لو أن الله لم يخلق تحت سمائه إلا الصهاينة.‏

ولابد من التركيز على أولئك الذين يعولون على الخارج ويطلبون تدخل الدول الاستعمارية لنبين حقيقتهم وحقيقة ما يطلبون ، وببساطة فإن الطلب جريمة، ومن يطلبه عميل ونؤكد أنه ليس من أهل الحراك الشعبي الذي يريد الإصلاح، أو المعارضة الوطنية، إنهم أعوان المستعمرين لإحداث الفوضى الخناقة، وأستغرب كيف يستقيم عندهم مد اليد إلى أعداء شعبنا العربي الذين لا يقبلون ولو بصدور قرار في المحافل الدولية يدين جريمة من جرائم الصهاينة أو يدغدغ مشاعر شعبنا !!‏

وأستغرب كيف يصبح بنظرهم العدو صديقاً يلفّ بالعلم والورد ويذبح الوطن كرمى عينيه، ويوصم الأبطال الذين تصدوا للصهاينة وحماتها بالعمالة والخيانة لإرضائه، ولأننا نعرف ما يجري وندرك ما يدبر لنا فلن نكتفي بالمعرفة والإدراك فقط لأن الواقع يقتضي منا المبادرة إلى عمل وطني ينقذ الوطن ويحميه.‏

نحن الذين يعيش الوطن فينا ونعيش فيه مدعوون لحوار وطني بعيد عن الإملاءات أو مكاسرة الإرادات، وعلينا مسؤولية تحقيق المناخ المناسب له وقد لا يكون التوافق ناجزاً منذ البداية، لكنه بداية صحيحة على طريق الإصلاح وإنقاذ البلاد من التدحرج إلى أودية الموت، والحرص على ألا تسقط التفاحة في سلة العدو أو أزلامه، وسيكون شعارنا اليوم المسيرة تبدأ بالخطوة الأولى والإرادة الحقيقية:‏

فيا أبناء الوطن اتحدوا.. يا أبناء الوطن اتحدوا...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية