تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكوازارات ليست من النجوم

فلك
الخميس 13-10-2011
يشير بعض الفلكيين إلى رصد العلماء لأجرام بعيدة تدعى باسم الكوازارات (quasars)، فما هذه الأجرام؟

الكوازار هو أحد الأجرام الفلكية الذي يتميز بثلاث خصائص:‏

1- ساطع للغاية مقارنة بحجمه.‏

2- بعيد للغاية عن الأرض.‏

3- يتحرك مبتعداً عن الأرض بسرعة كبيرة.‏

ولنعرف أكثر ما هو الكوازار نتحدث أولاً عن المجرات، إذ تحتوي معظم المجرات العملاقة على ثقوب سوداء هائلة في مركزها تمتص المادة من المناطق المحيطة بها في نواة المجرة، وقد تكون هذه الثقوب السوداء فائقة الكتلة بحيث تؤدي إلى اضطراب كبير في الفضاء المحيط بها. وحين يحدث مثل هذا الاضطراب ويترافق مع تفاعلات ثقالية وفيزيائية هائلة في مركز المجرة تنطلق كميات هائلة من الطاقة والإشعاع، تدعى هذه المجرة عالية الطاقة.‏

وتطلق تسمية الكوازار على نواة هذه المجرة، بما فيها الثقب الأسود الذي يربض في مركزها، فإذاً الكوازار هو نواة مجرة عالية الطاقة تحتوي في مركزها على ثقب أسود.‏

ولكن لماذا دعيت هذه الأجرام بهذا الاسم الغريب؟‏

في الواقع حين رصد العلماء هذه الأجرام اعتقدوا في البداية أنها نجوم نظراً لأنها تبدو كنقاط دقيقة في السماء وتشبه النجوم، ولكنها كانت تصدر كميات كبيرة من الأشعة الراديوية بحيث توقع العلماء أنها من المستحيل أن تكون نجوماً.‏

ولذلك أطلقت عليها تسمية «مصادر الأشعة الراديوية الشبيهة بالنجوم» (quasi-stellar radio source)، ومنها أخذت تسمية هذه الكوازارات.‏

ورغم أن هذه التسمية لا تزال مستخدمة حتى اليوم، إلا أنها تسمية خاطئة من الناحية العملية، ذلك أن حوالي 10% فقط من جميع الكوازارات المعروفة حالياً تصدر الأشعة الراديوية، فضلاً عن أن الكوازارات لا تمت بأي علاقة للنجوم ولا يمكن أن تشبهها بأي شكل.‏

وتتميز الكوازارات بأنها تقع على مسافة هائلة من الأرض، حيث يصل بعد معظمها إلى 12 مليار سنة ضوئية أو أكثر.‏

وبالتالي يمكن لنا أن نتخيل درجة السطوع الهائلة لهذه الأجرام حتى نتمكن من مشاهدتها على هذه المسافة، حيث يمكن لبعضها أن يصل سطوعه إلى 30,000 ضعف سطوع مجرة درب التبانة بأسرها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية