تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل مازالت الأم مدرسة..؟

مجتمع
الخميس 13-10-2011
أنيسة أبو غليون

تربية الأبناء تحتاج من الأم إلى أن تكون مرشدة وحامية لهم من تصرفاتهم الخاطئة، فقانون التواصل يفرض عليك أن تنصتي جيداً لما يقوله الطفل ويوفر عليك مجهود إعطائهم دروساً مستمرة

وتحذيرات وإرشادات في كل شيء فانصتي واستوعبي وعلقي على ما سمعت لتساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره وبذلك يمكنك حل مشكلاته.‏

اندمجي في حياة طفلك وتعرفي على أصدقائه وعلى الأماكن التي يحب الذهاب إليها واعقدي صداقات مع أولياء أمور أصدقائه وشجعي ابنك على الحديث عن مدرسته وعن تصرفاته وأفعاله وعن أصدقائه وذلك أثناء تجمع العائلة.. لا تعتمدي على أي مصدر موجود في محيط حياة الطفل لاستقاء مبادئه أو سلوكياته فإذا كنت تظنين أن في استطاعتك السيطرة على ما يتلقاه من وسائل الإعلام والأصدقاء لتعليمه كيفية التصرف فأنت مخطئة لأن كل مبدأ وسلوك وقيمة في حياته يجب أن يكون مصدره الوالدين.. اهتمي بتعليم الطفل كل السلوكيات المهذبة التي يجب أن يتعامل بها مع الكبار والصغار ولا تتغاضي عن لفظ يخرج عن حدود الأدب أو سلوك غير مهذب .. علميه كيف يقول: من فضلك.. شكراً.. عن إذنك .. لتصبح هذه الكلمات جزءاً من طبيعته ، ومن المفيد أيضا أن تستخدمي أنت أيتها الأم هذه الكلمات في الحديث معه لتكوني قدوة له.. وإن وضع حدود لتصرفات الطفل معناه تأديبه حين يخطئ وإذا كانت كلمة تأديب تفزعك فأنت في الحقيقة لا تدركين معناها فالتأديب ليس تعذيباً للطفل.‏

إذاً لابد من وضع ضوابط للسلوك ولفت انتباه الطفل باستمرار إلى نتائج الخروج على هذه الضوابط وبهذا يتفق سلوكه مع رغباتك فتستمتعين معه بحياة منضبطة ومنظمة قليلة المشكلات.. وإن مدح سلوك الطفل وتشجيعه ضروري ليشعر بقيمة أعماله ولكن الإفراط في المديح والثناء قد يحول الطفل إلى شخصية محببة للمديح المستمر وتجعله يشعر بالغضب لو لم ينله.. فامدحي أعماله كثيراً ولكن كوني معقولة ليصدقك ويثق بك.‏

وحينما يتشاجر الأبناء يجب ألا يكون تدخلك لمعرفة من بدأ باستثارة الآخر ولكن ضعي حداً للمشاجرة بتوجيه النصح لهم بعدم استخدام الألفاظ الجارحة أو الاشتباك بالأيدي لحل مشكلاتهم.. نمي لديهم المهارات التي تجعلهم يشتركون مع بعضهم البعض في الميول والاتجاهات. الديمقراطية في الأسرة والأطفال مازالوا في سن صغيرة ليس لها معنى فالأطفال في معظم الأحيان تصرفاتهم غير ناضجة وطلباتهم تدور حول أنفسهم فلا تحرمي أطفالك من أن تكوني القائد.. ولك كل القرارات فأنت باستطاعتك أن تكوني متعاطفة معهم.. ولكن تنفذين ما هو في مصلحتهم فقط.‏

وإذا كنت تشعرين أنك في صراع دائم مع أبنائك وفي محاولات مستمرة لكسب المعركة.. فلا ترهقي نفسك إلى هذا الحد واستمعي لما تمليه عليك غريزتك ودعي ابنك يقرر في بعض الأوقات ما يرغب في تحقيقه إذا كان أهلاً للثقة ولكن ليس في كل الأحوال تJى لايفلت زمامه وأمره منك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية