تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عمليــــات التجميـــل عنـــد الأطفـــال.. بين الضرورة و الحاجة

مجتمع
الخميس 13-10-2011
وفاء سليمان

تندرج عمليات التجميل الهادفة الى اصلاح عيوب ولادية على لائحة الضروريات في حياة الطفل مستوجبة وعي الاهل وتدخلهم للحؤول دون تحولها الى مشكلات نفسية تؤثر على حياة الطفل مستقبلا.

على خلفية هذا الموضوع توضح الاختصاصية في علم النفس حنان البدري انه ورغم حداثة خبرات الطفل في الحياة يستطيع ادراك مفهوم الجمال من حوله عن طريق الملاحظة والمقارنة مضيفة انه يشعر بالحزن عندما يكتشف امرا مختلفا في مظهره عن الاخرين وخصوصا اذا تعرض الى سخريتهم او سؤالهم عن عيوبه الجسدية،ومعلوم ان مرحلة الطفولة تعتبر حجر الاساس لبناء شخصية الطفل وتلعب دورا مهما في بناء توافقه مع نفسه مستقبلا لذا من الضروري اكتشاف مشكلات الطفل وعلاجها في سن مبكرة قبل ان تستفحل وتؤدي الى انحرافات نفسية، وبالنسبة للسؤال عن التوقيت الافضل لاجراء مثل هذه العمليات للطفل في حال معاناته من عيوب خلقية تجيب البدري «في حال وجود عاهات او تشوهات تستدعي تدخل الطب التجميلي يفضل اجراء هذه العمليات قبل بلوغ الطفل اربع سنوات من عمره اي قبل ان تتحدد ملامح نظرته الى نفسه والتحاقه بالمدرسة واحتكاكه برفاق قد يكونون مشاكسين يجرحون مشاعره بتعليقاتهم، وتضيف تعتبر هذه العمليات ضرورة حتمية قبل بلوغ الطفل ان لم يكن للطب رأي آخر.‏

أخطاء الأهل‏

لا يدرك بعض الاهل اهمية اصلاح العيوب الجسدية الظاهرة على وجه الطفل او جسده فيهملونها او يؤجلونها حتى يطلبها الطفل نفسه ويخشى بعض الآباء والأمهات خضوع طفلهم الى عمليات جراحية فيفضلون ان يبقى الحال على ما هو عليه ما يفوت فرصة تعديل هذه العيوب بدافع الخوف عليه.‏

وفي هذا الاطار تشير البدري الى خطأ يقع فيه بعض الاهل ممن يطلقون ألقابا على الطفل منذ صغره ترتبط بعاهات، مؤكدة ان لهذا الامر ولو تم على سبيل المزاح آثار نفسية مدمرة في الانتقاص من قدر الطفل امام الاخرين كما تشعره بعدم الامان وتفقده الثقة بنفسه كما تؤدي الى حالة عدم تقدير الذات والشعور بالدونية التي تنتاب الطفل المصاب بعاهات جسدية الى نمو شعور عدائي لديه تجاه من حوله قد يترجم عبر سلوكيات غير اخلاقية تتمثل في الكذب والغش والتطاول على الاخرين بالعنف والايذاء اللفظي والبدني، كما انه قد يعيش منعزلا نتيجة فشله في اقامة علاقات صداقة وثيقة قائمة على التقدير والاحترام المتبادل واذا لازمته هذه الحالة حتى سن المراهقة قد تسبب عيوبه الجسدية له مرضا نفسيا يسمى (اضطراب التشوه الجسمي) والذي ينشأ بسبب عيب جسدي بسيط الا انه من وجهة نظر المصاب به امر مخجل ومثير للضيق ما يدفعه للاختفاء عن الانظار نتيجة ما يشعر به من قلق وعدم راحة في هذه المواقف ومن اعراض هذا المرض مستقبلا الافراط في العناية الشخصية، رفض الظهور في الصور مثلا، والافراط في استخدام مساحيق التجميل بالنسبة للفتيات وعندما تتوافر الظروف مستقبلا قد يقع هذا الشخص في وهم اجراء عمليات طبية تجميلية متعددة لمحاولة اصلاح تلك العيوب من دون الحصول على رضا كاف، علما ان هذه الحالات تستدعي مراجعة طبيب نفسي.‏

حالات تستدعي التجميل‏

توضح الاستشارية في طب الاطفال الدكتورة منى صديق بعض التشوهات او العاهات الخلقية التي تستدعي خضوع الطفل الى عمليات تجميلية.‏

ان الاكثر خضوعا لهذه الجراحة هي ما يسمى شقاق الشفة أو ( شفة الارنب) وهي مشوهة للانف والفم ويجدر اجراؤها للطفل في عمر الشهرين لانها تسبب مشكلات في التغدية والتنفس والتخاطب، ايضا هناك تجميل صيوان الاذنين وازالة اورام الاوعية الدموية (الوحمة) من الوجه او اماكن اخرى في الجسم وتعديل النقص الولادي للاحليل الخارجي خصوصا اذا كانت فتحة المجاري البولية الخارجية في مكان غير موقعها الطبيعي، وعلاج تشوهات الفك والاسنان واللسان وهناك التشوهات الناتجة عن الجروح والحروق، مع الانتباه ان هناك ضرورة لاجراء عملية تجميل لانف الطفل في حال التشوه الولادي موضحة انه يمكن تعديل التشوه الناتج عن الكسور في عظام الانف في الحوادث المختلفة فورا او تأجيلها الى حين استقرار حالة الطفل من تورم الانف مؤكدة انه يفضل اجراء عمليات تقويم وتجميل الانف باستثناء الحالات المذكورة آنفا بعد سن الثامنة عشرة اي عند استقرار نمو الانف والحاجز الانفي لان اجراءها قبل هذا الوقت قد يؤدي الى تغيير في نمو الانف وعظام الوجه وقد يستوجب تقويما اخر لاحقا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية