تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تطوير المناهج وفقاً لمدخل المعايير.. هل حقق الهدف المنشود والغاية المرجوة؟؟

مجتمع
الخميس 13-10-2011
آمال زهيرة

رغم مضي أكثر من سنتين على تطوير المناهج التربوية من قبل وزارة التربية من الصف الأول الأساسي وحتى الثالث الثانوي، والتي لاتزال بعضها قيد الدراسة.. مازال حديث ذا شجون ومحور أحاديث المعلمين والأهل والمعنيين وأسباب ذلك عديدة أبرزها...

- صعوبة التفاعل في بداية الأمر ما بين المدرس ومنهجية التعليم الجديدة الذي وجد المعلم نفسه معنياً بها بالدرجة الأولى لما يترتب عليه من البحث والخضوع لدورات تدريبية لكسب مهارات جديدة والتزامهم بها تقتضيها هذه المرحلة، وتدخل في صلب العملية التربوية و التي هيأتها ورعتها الجهات المختصة للمعلمين، وبالرغم من هذه الجهود فالمعاناة مازالت موجودة والمشكلة تحتاج لحلول..‏

- فقدان القدرة على التواصل ما بين الأهل والأبناء فيما يخص متابعتهم الدراسية في البيت ما يحدو بهم للاستعانة بمدرس خاص أو الاستعانة بالحلول التي امتلأت بها المكتبات العامة.‏

حول أسباب تطوير المناهج والصعوبات التي رافقت هذا التغيير والمعايير التي اعتمدتها اللجان المختصة بالوزارة والآليات التي قد تساهم في نجاح هذه الخطوة للارتقاء في مسألة التعليم والتخفيف من ارتداداتها السلبية على المنظومة التعليمية والتي تدخل فيها الأسرة والمدرسون والطلاب.‏

التقينا الأستاذ محمد علي حسين رئيس دائرة الوسائل التعليمية في وزارة التربية...‏

الريادة في حياة الأسرة والمجتمع‏

بدأ الأستاذ محمد حديثه عن أهمية ومكانة التربية في حياة الأسرة والمجتمع وقال: لاشك بأنها تحتل الريادة وبأن الجميع معني بها كفلسفة وكطريقة وكرسالة، وكمهنة والالتزام بها من منطلق اهتمامنا بالحاضر و المستقبل.‏

وأضاف وبما أن التربية تتطور بتطور المجتمع والإنسان وتخضع للمتغيرات وتتأثر بها كان لا بد من التفكير بأساليب جديدة ومداخل جديدة تتوافق مع هذه المتغيرات.. فما كان مقبولاً ومناسباً لنا لم يعد صالحاً بالنسبة لأبنائنا لذا جاءت الحاجة لهذا التطوير في المناهج التربوية لأنها تعتبر موضوعاً رئيسياً في العملية التربوية لمخاطبة عقول أبناء هذا الجيل وملامسة مشاعره والخوض في اهتماماته وتأمين حاجياته.‏

ميدانياً/ دراسات وبحوث مسبقة/‏

وعن الأسباب الرئيسية التي دفعت لهذه الخطوة والمضي فيها أكد الأستاذ محمد بأن القرار لم يأت وليد اللحظة وإنما عن دراسة مسبقة وبحث وتمحيص وتحقيق قام به مجموعة من المختصين في مجال التربية والتعليم ومبنية على تقارير قدمها موجهون تربويون واختصاصيون اعتمدوا البحث الميداني والتي كانت نقطة الارتكاز للانطلاق في عملية تعديل المناهج وتطويرها بما يناسب التفجر العلمي والمعرفي والتكنولوجي الهائل في هذا العصر وضرورة مواكبة المناهج له.‏

كما أشار إلى كثافة المنهاج السابق والحشو والتكرار في المعلومات الواردة فيه وعدم الانسجام بين المواد وضمن المادة الواحدة ما قد يسبب الملل للمتعلم وهو المتلقي للمعلومات بشكل سريع ومتفاعل معها من مصادر مختلفة والتي قد تفتقر للدقة والمصداقية. عبر وسائل الاتصالات الهائلة والمتوافرة الآن في كل بيت تقريباً من حواسيب وانترنت وغيره...‏

وأكمل قائلاً: إذاً كان لابد من مراجعة لهذه المناهج كي نصل بطلابنا إلى هوية علمية ثقافية جديدة والتفكير في الآلية والمبادئ التي يجب تبنيها والعمل على أساسها .‏

الآليات المعتمدة‏

وعن مبدأ الكفايات والمعايير و الآليات التي اعتمدتها وزارة التربية بين الأستاذ حسين موضحاً بأنه قد تم تبني مدخل المعايير في التربية لأنه الأحدث في بناء المناهج... والمعيار هو درجة التطلب والإتقان التي يجب إن نصل إليها في العملية التربوية وقد تم وضع هذه المعايير في جميع المواد كما تم تفريغ كل معيار عام إلى مجموعة معايير خاصة تتعلق بكل المراحل وتعتمد على تحول المعارف والمعلومات النظرية التي يعجز عن توظيفها الطالب في مختلف الجوانب الحياتية إلي مهارات يستطيع صقلها وممارستها على أرض الواقع.‏

وأضاف هذا يأتي بتقديم المعلومة المناسبة للمتلقي مع ترك مساحة كبيرة له للبحث عن التفاصيل والتزود بها من مصادر أخرى إذا احتاج ذلك أو رغب به وبما أن فروع المعرفة تتكامل وتتقاطع ولا تتعارض كان لابد من أن نحقق هذا بالمنهج التكاملي فيما يقدم للمتعلم من معلومات صحيحة.‏

تضافر الجهود‏

وعما قد يرفد هذا التطور ويساهم في نجاحه وتجاوز الصعوبات وضح قائلاً: لابد من تضافر جميع الجهود من قبل المعنيين بالمسألة التربوية التعليمية من مسؤولين ومعلمين وأهالي وطلاب وتوفير الإمكانيات اللازمة كي نصل لبناء مستقبل زاهر مشرق لأولادنا عدة المستقبل مستبشراً بسعة صدر وأفق المعلم والذي يمثل الحلقة الأولى في السلسلة التعليمية بحيث يتعامل مع المنهاج الجديد بكل عقلانية ووعي بعيداً عن التصور المسبق والخوف منه ما قد يؤدي للارباك.. والتدريب عليه والعمل على نفسه من خلال اكتساب المهارات بجهوده الخاصة معتمداً على الوسائل التعليمية الحديثة والتي أصبحت جزءاً من العملية التربوية وليست مكملة له وأكد بأن ذلك يمكن أن يتحقق أيضاً بإعادة هيكلة البنية التحتية للمدارس من حيث البناء والمدرسين والصفوف وعدد الطلاب وتجهيز المخابر والمكتبات بحيث ينسجم ذلك مع الرؤية الجديدة للمناهج الحديثة وليكون المنتج الحقيقي هو الشباب المزود بالمعرفة والعلم الذي يبني الوطن ويحقق أهدافه المرجوة.‏

مسؤولية كاملة‏

تحدث الأستاذ محمد رئيس دائرة الوسائل التعليمية عن إمكانية إعادة النظر في بعض القضايا قائلاً: لاشك بأن الوزارة تضطلع بمسؤوليتها كاملة في سبيل تحقيق هذه الرؤية و التي لامست حاجة أبنائنا بشكل عملي وكانت النتائج في أكثر الأحيان ايجابية وبعضها بحاجة لتعديل مع ما يتماشى مع رؤية الطلاب والأهل والأساتذة وعلينا جميعاً أن نترجم هذه الرؤية إلى واقع ملموس لبناء جيل قوي يستطيع أن يقف بوجه الأزمات ويتجاوزها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية