تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لمصلحة من هذا التدمير ؟!

نافذة على حدث
الخميس 13-10-2011
حسن حسن

يبدو أن الفتن التي تحوم حوم الرياح العاتية فوق العالمين العربي والاسلامي ، وتعصف بهما وتتعاقب كتعاقب الفصول الأربعة ،

لن تذهب وتنقشع حلكتها الدامسة وتزول آثارها الكريهة في المستقبل المنظور وستظل جاثية وجاثمة فوقهما ، مخلفة المأساة تلو المأساة ، والنكبة تلو النكبة ، في ضوء استمرار حالة اللامبالاة ودفن الرؤوس في الرمال وعدم مواجهة القضايا العاجلة في حينها بالحسم والجزم اللازمين فما يراد لهذين العالمين من سوء وشر قد قطع شوطاً طويلاً في التغلغل في الأنحاء ، وفي داخل الأحشاء ، ووجد ، للأسف ، بيئة ملائمة وخصبة منحته قوة وبأسا على الفتك وإلحاق الأذى بهذا الجسد المنهك أصلاً من كثرة ما أصابه من علل .‏

إن ما يحدث اليوم في بقاع متفرقة من عالمنا العربي الإسلامي و من قتل على الهوية وتصفية على المعتقد واستئصال على الثقافة وإقصاء على الفكر ، ومن خلاف على الفروع وهدم للأصول ، ومن تغافل وتجاهل للمصير الواحد الذي لا يمكن لأحد أن يتفاداه منفرداً، يكفي لنفض غبار الركود وكسر ملل العقود ولملمة الأطراف واستنهاض الهمم وحشد الطاقات وتسخير الإمكانيات لردم مستنقع الفتن الذي يزداد سعة وقذارة على مر الأيام والسنين ، وفي المحصلة ، لمصلحة من هذا التدمير المنهجي لثوابت هذه الأمة ، وشرذمة دولها وتفريق جماعاتها وتشتيت أفرادها وترسيخ نهج الاقتتال والاحتراب وطمس مبادىء التفاهم بين الشعوب والأديان والمذاهب والأعراق ؟ ولنتذكر جميعاً الآثار الخطيرة التي خلفتها الحروب الأهلية في لبنان والصومال والسودان والبوسنة وكوسوفو والعراق والعديد من الدول التي تمثلت في آلاف القتلى والمشوهين والمعوقين والمهجرين ودمار شبه كامل للبنية التحتية للدولة ، والتي لا زالت آثارها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية المدمرة حتى اليوم .‏

أليس من المستغرب أن تلك الفتن ليست مجهولة المكان والزمان و تأخذ الناس عل حين غرة ، وتصعقهم بوقعها المفاجىء فتعقد ألسنتهم وتشل أياديهم وتمنعهم عن الكلام والحركة ؟ أو لم تكن معلومة ومعروفة إذا أقبلت وإذا أدبرت ، لا يلتبس أمرها ومرماها وغايتها على كل ذي لب ؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية