تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تجميل الأرياف..

حديث الناس
الخميس 13-10-2011
قاسم البريدي

من يتجول في الريف يجد أن جهودا كبيرة تبذلها مجالس المحافظات والمدن والبلدان والقرى لإنجاز وشق وتوسيع عشرات الطرق وتنفيذ شبكات البنية التحتية من صرف صحي ومياه وهاتف وكهرباء وغيرها.

ومع ذلك كله تضيع هذه الأعمال للأسف، إذ لا تظهر نتائجها ولا يلمسها المواطن المقيم بها أو الزائر لها، والسبب غياب المتابعة والأعمال التكميلية أي ما يعرف بعلم الهندسة (الإكمالات)، والتي تظهر جمالية القرى والبلدان والمدن من خلال الأرصفة والمسطحات الخضراء ولوحات الدلالة والتي تحول بمجملها هذه الكتل الاسمنيتة الصماء إلى معالم ناطقة فيها لمسات إنسانية.‏

وبطبيعة الحال، فإن المبررات للبلديات - بمختلف درجاتها - هي ضعف الميزانيات فهي لا تكاد تكفي لشق طريق صغير أو توسيع طرق قديمة والقليل من الأعمال الأخرى المتعلقة بالنظافة.. بينما التجميل موضوع غائب تماما عن المخصصات السنوية.. فما العمل؟‏

الجميع يتمنى بصمة جمالية لأعمال البشر تحاكي جمال الطبيعة لبلادنا، وذاتنا يقول: أين القرية النموذجية؟ أين هوية المنزل الريفي؟ أين تنفيذ المخطط الذي يلحظ الساحات الجميلة والمعالم الأثرية؟ عوضاً عن أن يبقى النسيج المعماري أشبه بسكن عشوائي منفر على أطراف المدن الكبيرة وكل يعمل على مزاجه وأهوائه، والهم الأخير جمال البلدة أو القرية وهي البيت الأكبر للإنسان.‏

وباعتقادنا أن الوقت قد حان لإطلاق حملة وطنية للتجميل بعنوانها التقليدي (بلدنا أحلى) ومع اعتذارنا الشديد من حملة النظافة التي بقيت مجرد إعلانات وكلمات في الهواء لم تغير قناعات الناس وسلوكياتهم.‏

ولحل مشكلة التمويل لهذه المبادرة الجديدة لابد من تضافر الجهود الحكومية مع الشعبية التطوعية من قبل أفراد أو منظمات شعبية وجمعيات أهلية أو من القطاع الخاص.‏

فما الذي يمنع أن نضع اسم منظمة شعبية أو شركة ساهمت بإنشاء ساحة جميلة أو مواقف انتظار لخطوط النقل أو مقاعد على جانبي الطرق.‏

كذلك فإن شركاتنا الانشائية الضخمة التي تبحث عن جبهات عمل يمكنها أن تكون أهم عناوين هذه الحملة، وأذكر هنا أنه يمكن إنشاء أرصفة لأكبر قرية ببضعة أيام فقط والمسألة ليست مبالغة أو سحر.. كيف؟‏

الجواب والأمثلة الناجحة كثيرة جدا في دمشق للإكمالات والتجميل من أرصفة ومنصفات وحدائق ومداخل المدينة.. وهنا نشير بشكل خاص إلى أن تنفيذ أرصفة دوار كفرسوسة والمناطق المحيطة بها خلال مشروع النفق قرب صحيفة الثورة فلم يستغرق سوى أيام قليلة جداً إن لم نقل ساعات بأسلوب غير تقليدي يعتمد على صب الاسمنت السريع جداً (عوضا عن التبليط) وبدقائق يتم وضع الرسم عليه وتلوينه بمختلف الألوان... فهل أعجبتكم الفكرة يا سامعي الصوت؟.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية