تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتّاب أتراك: أنقرة تحاول إعادة رسم خريطة المنطقة وفقاً لما يريده الغرب

وكالات - الثورة
الصفحة الأولى
الخميس 13-10-2011
بعد قيام تركيا بدور الناطق الرسمي باسم الولايات المتحدة والغرب وأعوانهما في المنطقة، واتباعها سياسة تصفير المشكلات، ورفع وتيرة العداء مع جيرانها،

وضلوعها بتأزيم الأوضاع في سورية، اتسعت دائرة انتقادات الكتاب الأتراك لسياسة حزب العدالة والتنمية وبدأت تطول رئيسه رجب طيب أردوغان، والشعارات التي وضعها ورفعها وزير الخارجية أحمد داود أوغلو.‏

وفي هذا السياق قال الكاتب علي بولاتش وهو أستاذ جامعي وباحث معروف، وهو من الإسلاميين المستقلين الذين دعموا بقوة إصلاحات وسياسات حزب العدالة والتنمية: إن سياسة تصفير المشكلات تحولت إلى مأساة، ومثالها الأبرز علاقات تركيا مع سورية، التي تحولت مع الأسف العلاقات بين البلدين إلى حالة عداء.‏

وأضاف بولاتش إن الحكومة التركية تطالب القيادة السورية بتسريع عجلة الإصلاح ، علماً بأن التغيير في تركيا استغرق 30 سنة، ولم يكتمل بعد، فيما يطلبون من سورية التغيير خلال ثلاثة أشهر، موضحاً أن سورية قبل فترة أرادت أن تحذو حذو تركيا في عملية الإصلاح، وتتمثل بالنموذج التركي، وبالتالي فكيف لتركيا أن تطلب من الغير ما لم تستطيع تنفيذه هي.‏

ويقول بولاتش:إن قلوب الجميع تنفطر نتيجة الأوضاع في سورية لكن هذا السبب وحده ليس مبررا للسياسات التركية الأخيرة، ففي العراق قتل المئات من المسلمين منذ العام 2003، ومن قاعدة اينجيرليك في أضنة كانت الطائرات تقلع وتقصف أهدافا في العراق. ولم تنبس تركيا ببنت شفة. واليوم تمتلئ المنطقة العربية بالأحداث ولا يخرج صوتنا ضد ذلك.‏

كماوتساءل الكاتب عما حصل لكي ترفع تركيا من وتيرة خطابها ضد سورية، وقال ألم يكن من الأفضل التعامل بليونة ودبلوماسية، ومن دون توتر مع القيادة فيها، واعتبر أن للولايات المتحدة والغرب دورا أساسيا في رفض الحلول السلمية والدفع في اتجاه التصعيد في الأزمة السورية لأن واشنطن تريد إنهاء التعاون بين تركيا وسورية وإيران، وأضاف «إن ما يقلقنا أن البعض يريد أن يدفع تركيا إلى تدخل عسكري في سورية».‏

ونوه بولاتش إن السياسة الخارجية التركية يمكن جمعها في ثلاثة عناوين: تصفير المشكلات وتعدد الأبعاد والسياسة الفاعلة.‏

ويضيف «إن هذا كان ظاهرا لكنه لم يكن كذلك في العمق. فتركيا عضو في التحالف الغربي وفي اللحظة الحساسة والدقيقة كانت تأخذ مكانها إلى جانب الغرب».‏

وقال إن سياسة «تعدد الأبعاد» لم تهدف إلى «الاندماج الإقليمي بمركزية خاصة للمنطقة» بل لحظت «تعدد الأبعاد بمحور غربي»، وهو ما أدى لتكون تركيا إلى جانب الغرب وليس إلى جانب شعوب المنطقة. واعتبر أن «موافقة تركيا على انضمام إسرائيل إلى منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي وكان لها حق الفيتو لمنع ذلك، وموافقة تركيا على (أندرس فوغ) راسموسين كأمين عام لحلف شمال الأطلسي وكان لها أن تمنع ذلك، ونصب الدرع الصاروخي في ملاطيا، أمثلة على انحياز تركيا للغرب، لأنها تفعل ما يقوله الغرب. خيارها الغرب والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي و«الشراكة النموذج» مع الولايات المتحدة. وعلى هذا فإن أولوية تركيا ان تعيد رسم خريطة المنطقة وفقا لما يريده الغرب، ولذلك تراهن على انهيار سورية.‏

أما عبد الحميد بالجي، المقرب جدا من حزب العدالة والتنمية، يكتب عن «اتساع الجبهة المعادية لتركيا»، فيقول إن صورة تركيا كانت في السنوات الماضية تلك الواثقة من نفسها والقادرة على تجاوز الحدود والقيام بوساطات بين الجميع والقادرة على التحدث مع الجميع. لكن منذ حوالي سنة ونصف السنة بدأت تهب رياح معاكسة لهذا المناخ تفسد اللوحة التي ارتسمت لتركيا على الأقل في موضوعات السياسة الخارجية، وبات العديد من الدول التي كانت تحسب في خانة النجاح للسياسة الخارجية التركية في خانة المعادي لها، مثل القبارصة اليونانيون وأرمينيا وسورية وإيران واليونان وغيرها، وذلك بسبب الأخطاء في السياسة الخارجية التركية.‏

بدوره الكاتب المخضرم والمعروف بهدوئه واتزانه أحمد طوران ألقان عبر في مقالة له: بالقول «أنا متوتر» «أو مشمئز وغاضب». من السياسة الخارجية التركية مؤخرا والتي أصبحت عبارة عن سيارة تسير بسرعة 180 كيلومترا، وعلى يسار الطريق متجاوزة كل السيارات مطلقة زماميرها وأنوارها ومن دون كوابح.‏

ويقول ألقان «إن الشعور هو أن هذه المواقف ليست نتيجة تعرض تركيا لإحراج بل رغبة في تصفية الحساب مع البعض، وصورة تركيا لم تكن تلك التي تتعرض لتدخل بل التي تتدخل وتقوم بتوتير الأجواء». وأضاف «إن مثل هذه السياسة لا تطمئنني كمواطن»، منهيا مقالته بالقول «أنا متوتر».‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية