تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مفكرون وأكاديميون: الحشود المليونية في دمشق رسالة بليغة تؤكد تمسك الشعب السوري بحقوقه وقيادته وبرنامجه الإصلاحي ورفضه التدخل الخارجي

دمشق
سانا
الصفحة الأولى
الخميس 13-10-2011
قال الدكتور رفعت السيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية ان المؤامرة التي تحاك ضد سورية من الولايات المتحدة الامريكية وجزء كبير من حكومات الغرب وبعض الدول التابعة لهم تأتي بسبب مواقفها العروبية من قضايا المقاومة واحتضانها الفصائل الوطنية الفلسطينية التي لم يجرؤ بلد من البلدان التي تدعي الديمقراطية على احتضانها.

وأضاف أحمد في حديث للتلفزيون السوري الليلة الماضية ان احتضان سورية لحركات المقاومة العربية يعد أعلى سمات المقاومة والمطلوب من قوى المقاومة العربية الحفاظ على الاحتضان السوري العظيم والتاريخي لهم والمساهمة مع سورية في معركتها التي يراد بها كسر ارادتها ومقاومتها.‏

واكد أحمد أن مشهد الحشود المليونية التي توافدت الى وسط العاصمة دمشق أمس ضمن مسيرة يوم للوطن تأييدا لبرنامج الاصلاح ورفضا للتدخل الخارجي ولتوجيه رسالة شكر الى كل من روسيا والصين كان رسالة بليغة للخارج وللداخل ويؤكد أن الشعب السوري يتمسك بحقوقه وقيادته ورسالته العربية ويرفض التدخل الاجنبي في أي شأن من شؤونه الداخلية وأن ما روج وضخم عبر قنوات الفتنة والقنوات الامريكية الناطقة بالعربية خلال الفترة الماضية أكاذيب بعيدة عن الحقيقة.‏

ونبه أحمد الى أن المؤامرة على سورية لن تنتهي بل ستستمر بقوة لافتا الى ان مسيرة الحاشدة ستصيب الامريكيين والغربيين بخيبة أمل كبيرة وستؤكد فشل رهانهم على تفكيك سورية وتفتيت شعبها ما سيجعلهم يعيدون النظر لاختلاق وابتداع أساليب أخرى أكثر دهاء ومكرا قد تصل الى حد القتل والتصفيات ليفتتوا المجتمع السوري من الداخل حيث باءت جميع جهودهم بالفشل معتبرا أن اخر جهودهم الفاشلة والخائبة كانت انشاء ما يسمى مجلس انتقالي لم يعترف به الا مجلس مثله صنعه الناتو.‏

وقال أحمد ان سورية ستنتصر على هذه المؤامرة في النهاية ولكن من واجبنا اليقظة والحذر من المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد منطقتنا داعيا الى الاستمرار في الدعوات لمثل هذه الحشود المليونية بروح معنوية عالية لانها تعيد التأكيد على الوحدة الوطنية الداخلية وعلى أن الاصلاح يجب أن يكون بأيد سورية من الداخل وعلى رفض التدخل الاجنبي ورفض العنف والطائفية وكل هذه اللاءات التي جمعت الشعب السوري.‏

ودحض أحمد ما تختلقه وتفبركه بعض الفضائيات عما يحدث في سورية قائلا ان ما شاهدناه بأم العين أثناء تجوالنا في سورية يظهر أن هذه الفبركات غير صحيحة الى حد أن طفلا صغيرا لا يصدقها عندما يراها لافتا الى ان جزءا كبيرا من حكومات الغرب وبعض الدول التي تدور في فلكها لها موقف مسبق من سورية لذا يجب على الاعلام السوري أن يعمل باستمرار على اظهار الحقائق وأبعاد المؤامرة التي تحاك لاشغال سورية عن قضيتها المركزية وهي قضية فلسطين التي حملتها ودفعت ثمنها غاليا حتى هذه اللحظة.‏

وجدد أحمد دعوته الاعلام السوري للاستمرار في كشف الحقائق أمام الرأي العام لان هناك كماً هائلا من التعتيم وتغييب وتزييف الحقيقة.‏

واعتبر أحمد ان القوى والمعارضة الوطنية السورية في الداخل التي لا ترفع السلاح في وجه دولتها هي التي ينبغي الحوار معها بصراحة وموضوعية وأن الشارع السوري بات مجتمعا الى حد كبير على أن هناك مؤامرة خارجية ضد سورية وأن الاصلاحات مستمرة انطلاقا من المشهد الذي رأيناه .‏

وقال أحمد ان هناك حقيقة ثبتت أنه عندما تتحدث أمريكا واسرائيل والغرب بعبارات لدعم ثورة ما فعلينا أن نتأكد أن هذه الثورة على المقاس الامريكي كما يروج بعض المفكرين في قناة الجزيرة ويدعى أنه مفكر عربي وهو من الكنيست الاسرائيلي فهؤلاء يريدون ثورات على المقاس الامريكي والاسرائيلي أما الثورات الحقيقية فهي الثورات التي تنطلق بمطالب شعبية حقيقية في اطار الدولة والحفاظ على الوطن ورفع راية فلسطين والمقاومة وأي اصلاح يأتي من غير أن تكون فلسطين ودعم المقاومة حاضرة فيه ليس باصلاح.‏

وأشار أحمد الى استخدام الولايات المتحدة الامريكية لحق النقض الفيتو عشرات المرات ضد حقوق الشعب الفلسطيني والقضايا العربية مؤكدا أن اعتراضهم على استخدام روسيا والصين هذا الحق بما يخص سورية يأتي في اطار سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الولايات المتحدة منذ عقود الامر الذي بات معروفا للجميع.‏

بدوره قال الدكتور جمال السامرائي رئيس جامعة لاهاي العالمية ان سورية تتعرض لحملة اعلامية ظالمة تستهدف وحدتها وترابها كما تستهدف الامة العربية بأسرها معتبرا أن المواقف الغربية والامريكية الحالية أكبر خديعة اعلامية انطلت على البعض.‏

وأضاف السامرائي ان تلك الدول مارست تحريضا اعلاميا كبيرا يضع المسؤولين عنه أمام فاعلية أي قانون ومن هنا فان سورية تتعرض الى مؤامرة دبرت لها في ليل أسود تستهدف قلب العروبة النابض والمواقف القومية الشريفة لسورية قيادة وشعبا والتي تعد اخر قلعة للعروبة ظنا منهم أن بامكانهم الوصول الى أسوارها.‏

وأكد السامرائي أن سبب استهداف سورية مواقفها القومية والوطنية واحتضانها للمقاومة العربية وعدم الانحناء أمام أنظمة العولمة القديمة والحديثة موضحا انه تعرض شخصيا كما تعرضت جامعة لاهاي لتدليس اعلامي من بعض الصحف اللبنانية التي نشرت أخبارا كاذبة عنهما وذلك بسبب ما تحدث به الجامعة عما يجري من عدوان مسلح داخلي على الشعب السوري وقيامها بفضح التحريض الخارجي الكبير الذي يمارس على سورية.‏

وأضاف السامرائي ان الشعب السوري قال كلمته خلال مسيرات التأييد لنهج الاصلاح الذي يقوده الرئيس بشار الأسد وللحوار الوطني ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية ورأى أن مسيرات تعد استفتاء كبيرا للحكومة السورية ولمواقفها العربية والقومية ولقيادتها ولخطوات الاصلاح التي تتم على أرض الواقع مؤكدا أن الغرب الذي يتشدق بالحرية والديمقراطية لن يستطيع ايقاف عجلة الاصلاح الذي تقوم به القيادة السورية.‏

وقال السامرائي ان من يعرف تاريخ سورية وتاريخ قيادتها يعلم أن الشعب السوري لن يساوم ولن يتخاذل ولن يركع وليس غريبا على الشعب السوري الاصيل الذي يدفع الدماء كل يوم للحفاظ على وحدته الوطنية وقيادته الرشيدة أن يخرج بمسيرة مليونية يؤكد فيها أنه شعب واحد لا يتجزأ وان تحالفه مع قيادته تحالف استراتيجي.‏

واستنكر السامرائي الاكاذيب التي يزعمها بعض من في الخارج بأن السلطة تقتل المتظاهرين بالرغم من أن أغلبية الشهداء هم من ضباط وصف ضباط الجيش العربي السوري والقيادات الامنية قائلا هذه أدلة ثابتة على أن استهدافا خارجيا واضحا لسورية وأن أولئك الذين يروجون هذه الاكاذيب هم من يرفضون الحوار لوجود أجندات خاصة بهم يعملون على تنفيذها.‏

وأكد السامرائي ان الازمة التي تمر فيها سورية زائلة بلا محالة وقد انتهت وكل الاصوات التي نسمعها من الخارج لا تعبر عن نبض الشارع السوري.‏

من جهته أكد البروفسور غسان الياس في مداخلة هاتفية له من لوس أنجلوس ان الحشد الرائع الذي كان في ساحات دمشق عكس وجود الحق والخير والجمال وهو وجه سورية الطبيعي والحضاري والعلماني.‏

وأشاد الياس بموقف روسيا والصين في مجلس الامن واصفا السياسة الخارجية السورية بالعمل بحنكة وذكاء ومتابعة مؤكدا أن سورية كما الامة العربية هي في مواجهة ضارية مع مشروع تآمري بات واضحا برموزه وأدواته واستهدافاته داعيا الجميع في سورية للوقوف مع الدولة التي يجب ان تكون صارمة تجاه هذا المشروع الخطر مؤكدا ان هذه التيارات السلفية التكفيرية لا علاقة لها بالاسلام ولا بالايمان ولا بأي شيء.‏

ووجه الياس العزاء الحار الى سماحة المفتي العام للجمهورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون باستشهاد نجله على أيدي الاجرام مستغربا ماهية الديمقراطية التي يتشدقون بها ومتسائلا هل هي ديمقراطية القتل والتمثيل بالجثث والاضرار بالممتلكات والدعوة الغوغائية.‏

وقال الياس اننا في الغربة شاهدنا على التلفزيون السوري وكل الفضائيات مئات الالاف من أبناء شعبنا في دمشق يرفعون الاعلام ويهتفون لوطنهم وقائدهم وحبهم لهذا الوطن الراقي الطيب الذي صدر للعالم الحضارات ورسم وجه سورية مؤكدا أن المغتربين السوريين في الخارج ضد ما يسمى المجلس الانتقالي في اسطنبول معتبرا اعضاءه ومن يتعامل معهم هم من الخونة الذين يبيعون أنفسهم وهويتهم.‏

وجدد الياس تاكيده ان المطلوب هو ما دعت اليه الحكومة السورية بقيادة الرئيس الأسد للاستمرار بالاصلاح واستيعاب المعارضة الوطنية التي يعد وجودها امرا صحيا تفيد البلد بأرائها واهتماماتها داعيا الى تكاتف الشعب والدولة للاستمرار بواجباتها ضد هذا الاجرام وبقوة.‏

كما اكد الياس أن الهجمة الامريكية الغربية على سورية ستقوى ولكن مشروعهم في زعزعة استقرار سورية وجعلها تدفع الثمن لوقوفها مع المقاومة العربية في لبنان وفلسطين المحتلة سيفشل في نهاية الامر وستبقى سورية بحنكتها وايمان شعبها ووحدتها وعلمانيتها وحداثتها كما يريد كل السوريين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية