تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجـــالــــس الــدجــــل

البقعة الساخنة
السبت 15-10-2011
علي نصر اللـه

في العمل السياسي ربما يكون ممكناً فهم نشوء أشكال من المعارضة للحكومات بالخارج، وقد عرفت السياسة هذا الشكل «النمط» وإن كان مرفوضاً على المستوى الوطني من منطلق أن أي عمل سياسي ينشأ في الخارج وفي أحضان الغرب لابد أن تكثر وتتكاثر فيه الشوائب والمصالح الغربية لتغلب عليه وتحتل المساحات الأوسع والأكبر فيه، وهو ما يجعله عملاً سياسياً غير وطني بالمطلق في المحصلة النهائية.

وعلى الرغم من كل ذلك نقول كان ممكناً فهم نشوء النشاطات السياسية المعارضة في الخارج غير أن مالا يمكن فهمه أبداً نشوء البدعة الجديدة في العمل السياسي التي تسمى بالمجالس الوطنية.. وأين؟! في أحضان أميركا ودول الغرب الاستعماري المتجبر.‏‏

مجالس الدجل هذه بدعة جديدة في العمل السياسي جربتها واشنطن والعواصم الأوروبية فنجحت في مكان وفشلت في آخر رغم محاولات التجميل بالكذب وفبركة الشعارات والادعاءات، لكنها رغم الفشل أعجبت بالفكرة واستمرأت التجربة، وهي إذ تحاول تعميمها اليوم فإنما لأنها تبقى أسلوباً أقل تكلفة بحسابات الربح والخسارة، ولأنها تنطوي على لعبة تنسجم مع المنظومة اللاأخلاقية التي تحكم العقل الغربي المتعجرف والمتعالي والمستكبر.‏‏

وطالما أن العجرفة والاستكبار والتعالي صفات ثابتة في نمط الأداء السياسي الغربي ومسلكيته التاريخية مع شعوب المنطقة والشعوب الإفريقية والآسيوية، فإنه يبدو منسجماً مع ذاته وربما يلتمس البعض له العذر ويتفهم أداءه وسياسته، وخاصة أن أسباب نجاح هذه السياسة لا يمكن أن تتوفر إلا بقبول أفراد وفئات بين هذه الشعوب أن تكون ويكونوا الحامل والذريعة والأداة الرخيصة لسياسة الاستكبار والاستعباد الغربية.‏‏

وهنا يعتقد أنه ليس بمقدور أحد أن يلتمس العذر لتصرفات ومسلكيات الأفراد والشخوص الرخيصة والهياكل الكرتونية التي لا تمثل أحداً، بل ربما يخون الشعب كل الشعب هؤلاء، ومن حقه أن ينعتهم بأقبح الصفات، وخاصة عندما يعملون ليل نهار على استجلاب التدخل الخارجي السياسي والعسكري إلى أوطانهم.. ثم يسمون أنفسهم بالوطنيين؟!‏‏

لاشك أن أميركا والغرب يعملان معاً لإنضاج فكرة التدخل بالاعتماد على مجالس الدجل الناشئة في كنفهم، والطارئة على تاريخ شعوب المنطقة، غير أن أحداً في سورية لن يتوقف عن السؤال الذي يقول: كيف يستوي دعم وحماية أميركا والغرب لإسرائيل مع ادعاء دعم وحماية الديمقراطية والتنمية في سورية وليبيا والعراق؟!‏‏

وإن أحداً في سورية لن تنطلي عليه هذه الادعاءات الكاذبة، ومازال كل السوريين يستنكرون إطلاق صفة الوطنية على مجالس الدجل هذه ويتساءلون:‏‏

هل تبدي أميركا كل أشكال الحرص والدعم والمتابعة اليومية لما يجري في سورية انطلاقاً من محبة، أم تأسيساً على علاقة صداقة لم تكن يوماً جيدة، أم أملاً في إخضاعها مستخدمة المال والسلاح والتحريض وتلك الهياكل الكرتونية بعد أن فشلت كل تجاربها ومحاولاتها السابقة في تحقيق أهداف مماثلة؟!‏‏

لقد كشفت الغرف السوداء كل شيء، كل الأكاذيب والادعاءات والفبركات والغايات، وسبقها الشعب السوري الذي كشف بوعيه كل الخيوط الممتدة من الداخل إلى الخليج وصولاً إلى أنقرة وواشنطن وباريس وغيرها، وهو إذ يؤكد تمسكه بثوابته الوطنية والقومية فإنه يسجل كل صباح عزماً لا يلين على المواجهة لإنجاح الاصلاحات وإسقاط مجالس الدجل وذيول المؤامرة وتطويق تداعياتها، والانتصار لسورية الوطن والدور والموقع الريادي المتقدم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية