تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دعـــــوة للتـــــوازن

مجتــمـــــع
السبت 15-10-2011
رويدة سليمان

القراءة وسيلتنا التي نتعلم من خلالها وعن طريقها نرتقي بشخصيتنا «اقرأ وارتق».

في الوطن العربي يطبع كتاب واحد لكل ثمانين فرداً ولاتبلغ نسبة القراءة أكثر من ست دقائق في اليوم الواحد احصائية قامت بها منظمة دولية ونشرها أكثر من موقع على الأنترنت ست دقائق في اليوم..؟!‏

واليوم 24 ساعة؟؟.. صديقة لي في العمل حين قرأت هذه النسبة انبرت قائلة: هي تهمة.. والمتهم بريء حتى تثبت إدانته وما أظهره شعبنا من وعي وحكمة في التعامل مع مجريات الحياة وما تواجه من أحداث في الفترة الماضية، بما فيه طبعاً الجيش الإلكتروني هو دليل واضح على براءته من التهمة الموجهة إليه.‏

هو مقصر في القراءة ومبرره في ذلك أن لاوقت لديه، هذه هي الجريمة التي يرتكبها الأكثرية.. جريمة عمدية كاملة الأركان.. قتل الوقت.‏

هذا ما أكده أمين التحريرفي اجتماعه معنا حين أكد في بداية حديثه أنه ليس كل ماينشر على الأنترنت صحيح مئة بالمئة وهو بالطبع لم يقصد المعلومة التي تدور حولها التساؤلات في ذهني إنما من جملة ماتناوله من مشكلات وهموم صحفية.‏

وراق لي رأيه وأعاد إلي الإحساس بالاطمئنان والأمان على بلدٍ كل مافيه جميل.‏

سحابة ليل طويل وأنا أسأل نفسي: ست ساعات قراءة يومياً بينما أنا ومعظم بنات جنسي نتمنى لو تجاوز اليوم (24) ساعة حيث يشعشع ضوء الفجر فلا نشعر بالزمان ولا المكان.‏

قالت إحداهن: إنها تراهنني على أن أي واحدة منهن لاتجد أكثر من سبع دقائق للوقوف تحت الدّش لأن البيت في حاجة إلى وجودها، لقد حسبتها حساباً دقيقاً، لاخمس ولاعشر، فكرتُ ملياً.. كل الناس على اختلاف أوضاعهم المادية والمعرفية واختلاف أعمارهم الزمنية يمتلكون الوقت ذاته فهم يمتلكون 16 ساعة يومياً للعمل والنشاط.‏

إذاً الأمر يتوقف على قدرة كل منهم على إدارته لهذه الساعات والتي يلزمها هدف ومخطط حتى تستثمر، وهنا تحضرني نصيحة العالم «أوتوشميدث» وهو عالم جيوفيزيائي لطلاب العلم وهم في ريعان الشباب ألا يقضوا أيام شبابهم بالنوم دون مبرر فالإنسان عموماً يقضي ثلث حياته بالنوم وإذا اضطر الحال تقليص عدد ساعات نومهم إلى ست ساعات أي فعلياً كسب ساعتين في اليوم الواحد للعمل.‏

أثمن ماتقوم به المرأة الأم من واجبات زوجية وأسرية وإخلاصها وتفانيها وغيرتها، تقدم لنا عسل حياتنا دون أن يشعر بدورانها الدؤوب وتضحياتها أحد، ولكن لاداعي لاغتيال أنانية الوجود بل لابد منها بشرط ألا تتوحش بل تظل مستأنسة فلا نلقي احتياجاتنا أمام تدفق شلالات احتياجات الآخرين حتى لو كانوا أعز الناس.‏

إنها ليست دعوة الأنانية.. وإنما للتوازن وهو سمة الحياة الطبيعية، دعوة للقراءة لإثبات الوجود للطموح.. للأمل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية