تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


روسيا والصين: الحوار لحل الأزمة والحيلولة دون تصعيد الأحداث في سورية

موسكو
سانا- الثورة
صفحة أولى
السبت 15-10-2011
جددت كل من الصين وروسيا موقفهما الرافض لأي تدخل خارجي بشؤون سورية الداخلية مؤكدين ضرورة إجراء حوار لحل الأزمة الراهنة في سورية بعيدا عن أي ضغوطات خارجية.

وفي هذا السياق جدد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش موقف بلاده الداعي إلى الحوار باسرع وقت ممكن لايجاد حل للوضع في سورية والحيلولة دون تصعيد الاحداث.‏

وأوضح لوكاشيفيتش في مؤتمر صحفي في موسكو أول امس و نشرت تفاصيله أمس على موقع الخارجية الروسية على الانترنت ان الموقف الروسي من المسألة السورية وبواعث التصويت في مجلس الامن الدولي بهذا الصدد معروفة جيدا لافتا إلى ان هدف روسيا ينحصر في تشجيع الاطراف في سورية على الحوار وهي تستخدم جميع القنوات للاسهام في ذلك.‏

من جهته قال رئيس جمعية قدماء الضباط الروس الذين خدموا في سورية ستانيسلاف أنيسيموف ان الدول الغربية تعمد إلى ارسال الاسلحة والاموال إلى المجموعات الارهابية المسلحة في سورية وتحرضها على مواصلة أعمالها الاجرامية ضد المدنيين والعسكريين.‏

وانتقد أنيسيموف في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس الطريقة التي تتعامل بها الدول الغربية مع سورية ولجوءها إلى فرض العقوبات في الوقت الذي تدعي فيه حرصها على احلال السلام والاستقرار في سورية.‏

وأكد أنيسيموف أن التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية لسورية غير مقبول لانها دولة مستقلة يحق لشعبها وحده أن يحل مشاكله بنفسه وبما يحفظ وحدته وسيادته موضحا أنه لا يمكن لأي دولة في العالم أن تسمح بحدوث أعمال مسلحة على أراضيها.‏

وعبر أنيسيموف عن ثقته بأن الرئيس بشار الاسد يعمل لايجاد حلول ناجعة لقضايا بلاده الداخلية مشيرا إلى أن المعارضة المتطرفة ترفض عن سابق عمد واصرار الدخول في حوار مع السلطة لان هناك قوى خارجية تديرها وتدفعها للتعنت ومواصلة تصعيد احتدام الوضع داخل سورية.‏

وأعرب أنيسيموف عن تأييده شأنه شأن الغالبية العظمى من المواطنين الروس لمواقف القيادة الروسية التي أعلنت مرارا أن ما يجري في سورية أعمال مسلحة اجرامية تنفذها عصابات ارهابية مشيرا إلى ضرورة أن يعمل الجميع لايجاد حل سلمي داخل سورية ورفض أي قرار في مجلس الامن يمس سيادة سورية.‏

من جانبه أكد الباحث في معهد الاستشراق التابع لاكاديمية العلوم الروسية الكسندر فيليونيك أن المجموعات الارهابية المسلحة تواصل بدعم من الخارج جرائمها في سورية ولا تريد حوارا أو مخرجا سلميا من الوضع الناشئ.‏

وقال فيليونيك في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس انه يشاهد ما تبثه قناة الجزيرة وغيرها وانه مقتنع بأن هذه القنوات تشن حربا شعواء ضد سورية وتحاول ايصال دعايتها المغرضة إلى عقول الناس والتأثير عليهم.‏

وشدد فيليونيك على أن تاريخ سورية الذي يمتد لالاف السنين وحضارتها العريقة يشيران إلى أنها ستتمكن من الخروج بسلام من أزمتها الراهنة.‏

وأوضح فيليونيك أن روسيا عندما استخدمت حق الفيتو في مجلس الامن الدولي ضد مشروع القرار الغربي بحق سورية لم تكن تريد تكرار السيناريو والتجربة الليبية السلبية التي أسفرت عن تحويلها إلى ساحة حرب بين القوات الحكومية والمعارضة.‏

وأكد فيليونيك أن روسيا لم تكن تسعى لاستعادة مواقعها في الحلبة العالمية لانها دولة عظمى ولديها مصالحها الجيواستراتيجية في البلدان العربية وغيرها من مناطق العالم ويجب تحقيق هذه المصالح مشيرا إلى أن علاقات التعاون بين سورية وروسيا تملك تاريخا طويلا حيث جري في الثمانينيات توقيع معاهدة للصداقة والتعاون بين دمشق وموسكو ولا تزال هذه العلاقات مستمرة حتى اليوم وستتطور لاحقا.‏

الصين تجدد دعمها لسورية:‏

حل الأزمة الراهنة عن طريق الحوار‏

كما جددت الصين تأكيد موقفها الداعم لاعادة الاستقرار إلى سورية ومنطقة الشرق الاوسط وحل الازمة الراهنة التي تمر بها سورية عن طريق الحوار والتشاور.‏

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وي مين في مؤتمر صحفي عقده أول أمس في العاصمة بكين ان بلاده ترى أن مشروع القرار الذي طرحته الدول المعنية في مجلس الامن بشأن سورية يركز فقط على ممارسة الضغوط ويهدد بفرض العقوبات وذلك لا يخدم تهدئة الوضع في سورية لافتا إلى ضرورة أن تساعد تحركات مجلس الامن المعنية في تخفيف حدة التوتر ودفع الحوار السياسي لتسوية الخلافات في سورية وحماية السلام والاستقرار في المنطقة.‏

وأكد المتحدث أن تحركات مجلس الامن الدولي يجب أن تلتزم بميثاق الامم المتحدة ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.‏

وأعرب المتحدث عن أمل بلاده في الاسراع بتنفيذ الاصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السورية مشيرا إلى أنه يجب على الاطراف المعنية في سورية اطلاق عملية سياسية شاملة سريعة لحل المشاكل عبر الحوار والتشاور.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية