تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«كشكش بك يقول: ياساتر».. فيرددها كل الناس... مسرح عبد اللطيف فتحي

مسرح
الخميس 20-10-2011
لؤي كرم

بدايته المسرحية

شارك وهو صغير في أنشطة نادي دار الألحان والتمثيل مع المسرحي عبد الوهاب أبو السعود، كما شارك في عروض نادي إيزيس المسرحية للهواة لصاحبيه جودت وممتاز الركابي ومن أعماله حينها مسرحية(الانتقام العادل) لنص مقتبس من مسرحية(الاستعباد) ليوسف وهبي.‏‏

‏‏

انتقل في الثلاثينيات إلى فرقة حسن حمدان ثم عطية محمد المصري ثم فرقة أمين عطا الله المصرية أيضاً وقدم أدوار(كشكش بك- والبربري عثمان الصفرجي) وكان مثاله التمثيلي الضاحك الفنان التركي أرطغرل بك.‏‏

في منتصف الأربعينيات أسس فرقة استعراضية تحمل اسمه وهي تتحدث باللهجة السورية لا المصرية وأدرج نداء(يا ساتر) قبيل بدء كل عمل مسرحي على الخشبات.‏‏

تجربته المسرحية‏‏

أنشأ عبد اللطيف فتحي المسرحية الخاصة وكان حقاً متقناً لحرفته متفهماً لجميع أبناء فرقته، عرض مسرحياته الغنائية الاجتماعية الكوميدية على خشبة مسرح النصر ومن عروضه(أبو العز طبخ وز، ليلة بالنظارة، شبيه الملك، ممنوع الدين، صابر أفندي) عمل معه: أحمد أيوب- نزار فؤاد- رياض شحرور- ياسين بقوش- خالد تاجا وغيرهم كثر.‏‏

شارك في نشاطات فرقة المسرح الحر ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً حيث قدم( بالمقلوب، وصية المرحوم).‏‏

ميزات مسرحه وأعماله‏‏

لم يتعرف عبد اللطيف فتحي على بريخت وأسلوبه المسرحي ولكنه أراد أن يغير من نمط المسرح السائد في زمان المستمد من المسرح الإيطالي، أراد أن يكسر الحواجز بين المسرح والمتفرج لذلك جعل دخوله إلى المسرح من خلف الحضور ليخرجهم من حالة الإيهام وتحويلهم إلى عناصر فاعلة ومتفاعلة مع مسرحه.‏‏

أدار مسرح العرائس لخمس سنوات منذ عام 1960 قدم خلالها عشرة عروض تهتم بالطفل، ثم استلم إدارة المسرح الشعبي وقدم(أزمة عصبية) كما مثل في (ترويض الشرسة، الملك لير).‏‏

وبسبب النهضة الحاصلة في التلفزيون شد فتحي الرحال للعمل فيه فقدم شخصيات أخذت من الشهرة الحظ الوافر كشخصية(بدري أبو كلبشة) في صح النوم أيضاً مثل في مسلسلات حمام الهنا- مقالب غوار- الدولاب، وأفضل عروضه التلفزيونية في مسلسل الزباء بدور(قصير) وزير الملكة المجدوع الأنف.‏‏

أبرز شخصياته‏‏

قدم عبد اللطيف فتحي في افتتاح مهرجان المسرح القومي على خشبة مسرح الحمراء بدمشق في الستينيات مشهداً مسرحياً بعنوان(التعويذة) والقصة تدور حول شخص يعمل لدى تاجر( عدنان بركات) منوطة به الحراسة حيث يعلمه التاجر تعويذة تبعد الجن عن محله ولكن حبيب ابنة التاجر يحاول إخافته لدفعه إلى الهرب، ويبدأ فتحي بإلقاء التعويذة المشهورة (هرو- هرو- مرو-مرو، مافاتوها... مافاتوها ميت كيت-كيت...بط) وما إن يلفظ الكلمة الأخيرة حتى يضربه الحبيب بصفيحة معدنية على رأسه ورغم بساطة المشهد إلا أن عبد اللطيف كرره أكثر من مئة مرة كل واحدة منها مختلفة عن الأخرى ما أثار موجة من الضحك المتواصل في الصالة وهو ما استمر ليومنا هذا كلما عرض هذا المشهد في التلفاز.‏‏

كما قدم شخصية(شيخ سعدو) شيخ الكتاب الشهير الذي يعلم الصغار القراءة والكتابة بأسلوبه الضاحك المملوء بالنقد والسخرية(أليف فتحة آه...)‏‏

عبد اللطيف فتحي في سطور‏‏

ولد عبد اللطيف فتحي في عام 1916 وهو من أسرة دمشقية متواضعة تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة(مكتب عنبر) بدأ نشاطه المسرحي يافعاً ثم ملأ الدنيا بأعماله الرائعة التي تنم عن شخصية متفردة ومحترفة وطريفة فكان بحق رائد المسرح السوري.‏‏

نال عام 1977 وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى تكريماً لجهوده في تطوير المسرح السوري ثم نالت ابنته عام 2008 وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة تقديراً لفنه واسمه في عالم المسرح والتلفزيون وتوفي في دمشق عام 1986.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية