تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شــــعر وقصــــة فــي ثقافــــي «أبو رمانـــة»

ثقافة
الخميس 20-10-2011
فاتن دعبول

«مختارات قصة وشعر» أمسية أدبية دعا إليها المركز الثقافي «المزة» أحياها الأدباء بديع صقور، انتصار سليمان، علي الراعي..

نحن شعب.. نحب الحياة‏

بدأ الأمسية الصحفي وكاتب القصة علي الراعي الذي كتب القصة من بوابة الصحافة، صدر له «كومة رماد» عن دار قرطاج في العام 2000 و«كمواويل» 2010 عن دار بعل.‏

يقول: في هذه الأمسية نؤكد للعالم أجمع، أنه ورغم الوجع الذي تعاني منه سورية، فنحن شعب يحب الحياة، ولأننا شعب يحب الحياة، فسنمارس طقوسنا الحياتية والمعاشية التي اعتدنا عليها، لأننا في سورية تعودنا أن «نضع على الجرح ملحاً» ونعيش..‏

وقرأ القاص علي الراعي من مجموعته «كمواويل«قصة بعنوان «أزرق» يقول: على الشاطىء.. امتد أمامهما وفوقهما أفقان أزرقان حتى التقيا في مدى أزرق بعيد..‏

همس: أزرقان ولون عينيك زرقة ثلاثية لاشبيه لها..تشكيل من الأزرق النادر..‏

قطبت حاجبيها، أنزلت رأسهاو..نظرت باتجاه الرمل.. قالت إنها زرقة عادية اشباهها كثيرة..‏

وفي قصة «شباك» يقول: قالت له: لتكن شباكي.. نافذتي التي أرى العالم من خلالها..! ولكثرة مافتحت من شبابيك ونوافذ أصبحت تقيم في العراء..‏

وفي قصة «عصافير» يقول: زقزقت العصافير العشرة على الشجرة تقافزت وفرحت كثيراً..! أحد ما لم ينتبه لاختناق العصفور الوحيد في براثن قبضة اليد..!!‏

دعوة إلى ثقافة المحبة والحب‏

وكان للشاعرة والروائية انتصار سليمان مشاركتها في الأمسية، صدر لها من المجموعات الشعرية «لو جئت قبل الكلام، دروب إليك وحجر علي، ناي لأوجاع القصب، أبشرك بي، فاتك انتظاري» وأخيراً ما وأدت الشك ولها رواية «البرق وقمصان النوم»..‏

ولها مشاركات عديدة في مهرجانات عربية ومحلية تقول: لم نعتد في سورية الأجواء المشحونة، ولم نألف وجود بعض الأشخاص الذين يسعون إلى التدمير والتخريب، ولاتلك المفردات التي دخلت على ثقافتنا، لذا أردت في هذه المشاركة أن أعود إلى ثقافة المحبة والحب، لأن هذه هي ثقافة سورية، وهذه هي طبيعية الشعب فيها، فسورية هي الأغلى والأبقى وعلينا أن نساهم في تكريس مفردات المحبة بيننا لأننا افتقدناها جداً هذه الأيام.. ومن قصيدتها «جراح الملح» نقرأ:‏

لست أنا من دغدغت خاصرة الملح...‏

فقهقه حتى إغواء الزند..‏

لست من أندحت بكل عذوبتي‏

فابيض شعر الموج..‏

ولا بكل جلالتي أخشى راحة القبطان‏

ومجداف الغسق‏

البحر فيض نبوءة..‏

ومن قصيدة «كبريت مغلوب على أمره» نقتطف:‏

أعطني قبلة لكفاف عمري..‏

عطراً لاكتناف انبعاثي..‏

أعطني ثياب نومك قبل غزلها..‏

ليلاً ترعب أحلامي صهوة سواده‏

أجرجر الكواكب خلفي في عربة..‏

مفعمة بأطياف هطولك..‏

ونتابع من القصيدة نفسها..‏

أعطني بيتاً على تلال محياك..‏

غرفة نوم من ابتسامتك‏

شرفة عاجية من نفسك..‏

وكلمة بلاحروف لقلبي!.‏

الشعر.. روح الإنسان‏

وختامه مسك، للشاعر والقاص بديع صقور له أعمال تزيد عن خمسة عشر عملاً آخرها «في السماء إلى سانتياغو»..‏

يقول: إن كان الشعر قديماً هو ديوان العرب، فهو الآن ديوان الإنسان، ديوان المحبة فحين نرى روح الإنسان مرفرفة كفراشة، يقف الشعر ليؤرخ للإنسان ويبحث في الوقت نفسه عن روح هذا الإنسان.. فالشعر هو روح الإنسان، وعندما يموت الشعر يموت الإنسان..‏

ربما نقتل بالرصاصة إنساناً، لكن بالكلمة نحيي آلاف الناس، فالكلمة هي من يبني الإنسان وتمتص غضبه وهذا العالم يتسع لنا جميعاً. وعن مشاركته يقول: سأقدم نصوصاً من الواقع من الوجدان من نزف سورية.. ومن ألم هذا الإنسان الذي غيبه الرصاص خطأ أو كيفما اتفق ولست بشاعر مناسبات ولكن نحن‏

في حالة إنسانية تباعدت الأرواح فيما بينها، وعلينا أن نبحث عن روح وعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان.. من قصيدته «لن يكون ذات يوم» نقتطف:‏

عنوة يسرقون رغيف العمر..‏

عنوة يسرقون كل ما جنيناه‏

عنوة يسرقون الحياة ويمنحون لنا النوم الأبدي أكثر الأحيان لايمنحون لنا حتى القبور..‏

غير أنهم لن يستطيعوا سرقة الحب من قلوبنا..‏

ويقول:‏

القتلة يمطرون الأغنيات بالرصاص‏

أيها العندليب.. لا أحد يقدر على اغتيال الأغنية..‏

أيها العندليب.. سماء من الحب تجمعنا.. خيط من القتل يجمعهم..‏

ومن قصيدته «القاتل لايزرع ورداً«نقتطف أبياتاً:‏

هيا.. ابتعدوا عن هذا القبر..‏

اتركو العنف..دعوا الزنبقة تتفتح..‏

صنعوا السعفة على الصدر المسجى..‏

خلوا الزورق يجري بسلام..‏

ويقول:‏

صار المدى قاعاً مظلماً..‏

اختزلنا أحزان الشتاء معاً تلك البدايات أنهت «كرنفال» التذكر واستوت على عرش الغصون‏

افتتحنا مزاداً للظمأ..‏

ليتك كنت حاضراً.. ليتني كنت المودع الأخير..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية