تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإنسان في فكر الرئيس حافظ الأسد

شؤون سياسية
الأحد 11/6/2006
مصطفى المقداد

لقد كان الانسان يشغل مكانة رفيعة ونادرة في فكر القائد الخالد حافظ الأسد تستند الى قناعته المطلقة بالانسان وما يختزنه من طاقات وامكانات تدفع به الى المركز في دائرة الوجود الحي كله فالانسان هو ( غاية الحياة ومنطلق الحياة) كما عبر قائد التصحيح الخالد حافظ الاسد بكلماته الموجزة عن اهمية الانسان وقيمته ودوره اذ لولا وجود الانسان لما كان للحياة مفهومها الراقي .

هذا الانسان ووفق الرؤية التي ارساها القائد الخالد لا يحده حد ولا يختزل في بعد او يختصر في حيز بل هو الانسان ذو العقل والروح بأبعاده الواسعة الافاق وبإمكاناته وقدراته وقبل ذلك وبعده بما يحمله من مجموع القيم والمبادىء والاخلاق والذي يشكل الضمانة لامته ومجتمعه ومن هنا تنبع اهمية بنائه واعداده ليكون أداة فاعلة في مسيرة الحياة... يقول القائد الخالد ( فإذا بني انساننا البناء السليم وخاصة في عقله وارادته فلا خوف من غزاة ولا قلق من عدوان ولا شك في امتلاك ناصية النصر وبهذا يجعل القائد الخالد الانسان هدفاً استراتيجياً إذ يربط عملية التنمية وبناء المجتمع ورفع مستوى الحياة من جوانبها جميعها ( الانسان هو العامل الحاسم في أي تقدم اقتصادي او اجتماعي ونحن إيماناً منا بأن الانسان هو العامل الحاسم في كل مجال بما في ذلك الدفاع عن الوطن فقد جعلنا من مواطنينا محور كل خطة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغاية كل انجاز نحققه في هذا المضمار انه اختصار لادراك عميق لمعنى أن يكون الانسان منطلقا للحياة وغاية لها لان الانسان بجهده وعمله يبني الحياة ولان الانسان هو القيمة الاعلى في هذا الوجود فإن كرامته تبدو معادلاً لتلك القيمة تماماً ولانها تلخص معنى الانسانية وجوهرها فالانسان يحتاج الى الخبز ليحيا ولكنه لا يحيا به وحده, انه في حاجة الى الكرامة ونحن مصممون على الدفاع عن الكرامة و نريد كرامتنا ونريد وطننا مرفوع الرأس عالي الجبين وهنا ينقل القائد الخالد الانسان الى مفهومه الاوسع اذ لا معنى للانسان الفرد دون مجتمعه ووطنه وبهذا المعنى الرائع فإن الاعتداء على الوطن يحمل في جوهره انتهاكا لكرامة أبنائه وبهذا المعنى أيضاً فإن التجزئة والتشتت وحالة الضياع تشكل اعتداء على الانسان العربي وعلى حريته وكرامته وانسانيته فالانسان لا يكتمل تحرره ولا يشعر بإنسانيته كاملة إلا بتحرر وطنه وبوحدته لينطلق بعد ذلك نحو بناء المجتمع الانساني الذي تسوده مفاهيم العدالة والتسامح والتساوي وتنتفي منه علاقات الاستعمار والعنصرية والعدوان.‏

إن التأمل في الكثير من الاضاءات التي ارساها القائد الخالد فكراً وممارسة والتي أعطت الفكر القومي الذي جاء به افاقا انسانية رحبة يجعلنا نقف على ملامح من المشروع الحضاري المتكامل الذي سيسجله التاريخ للتصحيح ولقائده الخالد حافظ الأسد هذا المشروع الذي يستمر العمل من أجله السيد الرئيس بشار الأسد الذي أكد منذ تسلمه مسؤولياته في خطاب القسم على أهمية المواطن الانسان في مسيرة تطوير البلاد وتحديثها حيث يقول سيادته ( لذلك أجد من الضروري جداً أن أدعو كل مواطن لكي يشارك في مسيرة التطوير والتحديث إذا كنا فعلاً صادقين وجادين في الوصول الى النتائج المرجوة في أقرب زمن ممكن) .‏

انها روح التصحيح المستمرة المتجددة والتي ترى في الانسان المنطلق والغاية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية