تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سطوة الجمال

فضائيات
الأحد 11/6/2006
أديب مخزوم

في عصر ثقافة الصورة,ارتفعت حدة المنافسة بين ادارات المحطات التلفزيونية الفضائية,لاستقطاب المذيعات الجميلات الاكثر رقة وانوثة وجاذبية.

وهكذا تم تحويل المرأة الى مجرد وسيلة يمكن من خلالها استثمار انوثتها الطاغية في برامج وتوجهات إعلانية ومن ضمنها برامج المسابقات.‏

ففي برامج المسابقات يستطيع المشاهد ان يصدق كل ما تقوله المذيعة,تحت تأثير الجاذبية والاناقة والانوثة,رغم ان التجارب قد اثبتت له ان الكثير من الجوائز,التي تتجاوز احيانا العشرة آلاف دولار,غير صحيحة على الاطلاق,ولاتصل الى المشاهدين ابدا.‏

لاشك أن المذيعة الدلوعة تؤدي عملها على اكمل وجه,وهي غير مسؤولة عن طرح الاسئلة المعدة لها مسبقا,وغير مذنبة ايضا في انها جميلة,وتتلقى اتصالات المشاهدين,بابتسامة ساحرة وبوجه فاتن وبتسريحة مميزة.‏

في هذه الحالة تكون المحطة,قد حققت هدفها في بث اكبر قدر ممكن من الاعلانات التجارية,وتكون شركات الاتصالات الخلوية قد ادخلت الى رصيدها مبالغ اضافية,ويكون المشاهد قد اجل عمله او ربما سفره الى يوم آخر,بعد ان تشابكت تخيلاته بالفوز مع عوالم الحلم المتداخلة,التي نجدها في الاعمال السوريالية الاكثر غرابة وفانتازية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية