تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


mbc أنهت البحث عن العندليب... لا أحد يشبه عبد الحليم

فضائيات
الأحد 11/6/2006
ليس صحيحا أن (العدل غروب) كانت بحاجة الى كل هذا من اجل اختيار ممثل يلعب دور العندليب الاسمر في مسلسلها القادم:رحلة في ارجاء الوطن العربي,امتحان شاق ل (17) الف متسابق اعتقدوا انهم يشبهون عبد الحليم,ملايين الدولارات مصاريف التنقل والاعلان والتحضير..

كان بإمكان شركة الانتاج المصرية الاعتماد على (ريجسير ) شاطر يستطيع احضار شبيه عبد الحليم بمدة اقصر وباسلوب اقل كلفة ومشقة..‏

ولكن ال( mbc) ارادت هي ايضا ان يكون لها برنامج مسابقات غنائية على غرار السوبر ستار و ستار اكاديمي وإكسير النجاح, وهذا بالطبع ما يخدم العدل غروب التي ستربح حملة اعلانية غير مسبوقة لمسلسلها ما سوف يجعله بمثابة الحدث المنتظر في كل مكان من الوطن العربي..‏

هكذا ولد برنامج (العندليب من يكون) الذي بثته ال( mbc) على مدار ثمانية اسابيع ,وانتهى بفوز المصري شادي شامل والذي كسب الى جانب الجائزة المالية,الدور الرئيسي في مسلسل العندليب (تقول شركة العدل غروب إنها باشرت بتصوير مشاهد منه بالفعل) وبالطبع لم يحمل فوز شامل اية مفاجأة لانه كان الاكثر شبها بعبد الحليم وان كان لايملك اي موهبة اضافية مثله في ذلك مثل جميع المتسابقين..‏

بعد التصفيات المبدئية والتي شملت آلاف المتقدمين وصل سبعة الى النهائيات حيث وقفوا امام لجنة التحكيم و ضمت( مدحت العدل مدير العدل غروب,وهبة قواس اكاديمية موسيقية لبنانية,و هاني مهنا موسيقار مصري) اضافة الى استضافة نجم في كل حلقة كعضو رابع.‏

وقد خولت اللجنة إعطاء نصف العلامة فقط فيما ظل النصف الاخر من حق الجمهور (طبعا عبر التصويت ب الSMS) وقد سبق البرنامج بأفق توقعات واسع للغاية واعتبره الكثيرون موعدا مع زمن عبد الحليم الجميل فها هنا وعلى خلاف البرامج الاخرى ليس سوى اغاني العندليب , غير انه ومنذ الحلقة الاولى بدأت تظهر مؤشرات محبطة وبدا أن صناع البرنامج لم يدركوا اية اسطورة يقاربون وبدلا من الارتقاء الى مستواها فانهم تعاطوا باستخفاف مغلبين الاثارة والبهرجة..‏

وحتى بعد وصول المتسابقين السبعة الى الخشبة ليكونوا محور البرنامج في حلقاته التالية فان الغربة عن اجواء عبد الحليم ازدادت رسوخا اذ لم نجد امامنا سوى شباب ناحلين بعيون ذاهلة وشعور سابلة لا يكفون طوال الوقت عن الحديث بصوت نصف ميت والتنهد وتسبيل الرموش معتقدين انهم بذلك يستحضرون روح العندليب ....‏

وعندما يقدم احدهم فقرة غنائية فان اللجنة تغض النظر على اعتبار اننا امام مسابقة لاختيار ممثل وليس مطرب..! وفي فقرة التمثيل تغض اللجنة النظر ايضا على اعتبار اننا في النهاية أمام هواة مبتدئين..وهكذا تابعنا طيلة البرنامج مغنين لا يجيدون الغناء وممثلين لا يجيدون التمثيل... اثارت صحف عديدة سؤالا وجيها حول هذا البرنامج: لماذا شملت رحلة البحث عن العندليب معظم اقطار الوطن العربي عوضا عن الاكتفاء بمصر...? الا يحمل هذا مأزقا محتملا..كأن يفوز تونسي او سعودي ليلعب بالتالي دور عبد الحليم في المسلسل وهو امر سيبدو مستهجنا...‏

المحطة والشركة احتجتا بشدة على اي تلميح الى كون النتيجة معدة سلفاً لضمان نجاح مصري, لكن ورغم النفي الشديد فإن السؤال يبقى وجيها:ماذا لو فاز المغربي عبد العال بالحربة والذي بالكاد يتكلم بلهجة مفهومة او الاردني يوسف كيوان والذي لم يستطع برغم كل جهوده التخلص من لهجته البدوية..?تخيلوا عبد الحليم في المسلسل وهو يتكلم اللهجة المغربية او البدوية...الن يكون مسلسل فانتازيا عندها..?!‏

على كلٍ لم يكن البرنامج بلا اي ميزة فقد نجح في اعداد خشبة فخمة حفلت بالاستعراضات والرقصات الجميلة مع وجود فرقة موسيقية محترفة عزفت الحانا شجية ومقدمة لطيفة (الممثلة داليا البحيري) اضافة الى ضيوف اضفوا شيئا من الاثارة والمرح (كاحمد السقا مثلا) والواقع ان البرنامج كان سيغدو مسليا وممتعا لولا انه يتمحور حول عبد الحليم..الاسطورة التي ألقت بظلالها على البرنامج فجعلته برغم كل شيء يبدو باهتا...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية